هنا

[انيق واسط]

كَنَّتْ قَرَّرْتِ مُنْذُ زَمَنٍ أَنْ اختبيء بَيْنَ ثَنَايَا الْحَيَاةِ.. مِنكَ
أَنْ اُعْتُزِلَ الطُّقُوسُ التى تَذْكُرِنَّي بِكَ..
ف اُعْتُزِلَتْ الْكِتَابَةُ...
وَصَرَّتْ اِكْتَفَى بِبِضْعَ حُروف أَلَقَّيْهَا عَلَى مَسَامِعِ الْوَرَقِ.. مِنْ حِينَ لِأُخَرِ

كُنَّتْ خَائِفَةُ مَنْ أَنَّ التَّقِيَّ بِكَ عَلَى إحْدَى الصَّفْحَاتِ..
أَوْ أَنْ يَزِلَّ قَلَمِيٌّ.. فَيَكْتُبُ عَنكَ

لِكَنَّى الَانِ.. لَمْ أَعِدْ خَائِفَةٌ..
تَخَلَّيْتِ عَنْ خوفى.. عَنْدَمَا تَخَلَّيْتِ عَنْ حُبَك

وَلِهَذَا سَأَبُوحُ.. وَسَأَنُوحُ بِمَا يَعْلُو صدرى
وَسَأَفْرَغُ كُلُّ ذَاكِرَتِي الْمُنْهِكَةِ مِنكَ..
حَتَّى لَا يَتَبَقَّى شىء مِنكَ.. فَيَنِي​

[انيق واسط]

حِينَ رُحَّلِنَا..
أَقْسِمُنَا أَنْ نَحْزِمَ حَقَائِب الْحَنَّيْنِ مَعنَا..
أَنْ نَلْتَقِيَ كَغربَاءٍ..
وَأَنْ لَا تُزَلْ أَقدَامُنَا بِحَبِّ مُشَابِه

أَقْسِمُنَا أَنْ لَا تُؤَرِّقَنَا الذِّكْرَيَاتُ..
وَأَنْ لَا تُثِيرَ فَوْضَى بِدَاخِلِ قُلُوبِنَا..

وَأَقْسِمُنَا أَنْ لَا نَخْطُو بِحَمَاقَةٍ..
أى خُطْوَاتٌ عَلَى طَرِيقِ الْعَوْدَةِ..

فَأَيْنَ ذَهَبِ كُلُّ ذَلِكَ!..
وَلَمْ عَدَّنَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ !​

[انيق واسط]

تُلْهِمُنِي الْمُوسِيقَى..
تُثِيرُ بِدَاخِلِي سيمفونيات.. مَا ظَنَنْتِ قَلَمُي قَادِرًا عَلَى مُجَارَاتِهَا
تأخذنى لِأَوَّلَ وَهِلَّةٍ.. عَالَيَا..
لِسَمَاءِ مَنْ زِجَاجٌ.. أَظَنُّ بِأَنَّى أَرَى مِنْ خِلَالهَا كُلَّ شىء

الْمُوسِيقَى..
تَعْبَرُ بِدَاخِلِيٍّ.. فَتُبَعْثِرُنِي..
وَتُثِيرُ بِدَاخِلِيِّ حَنَّيْنِ لِأَشْيَاءٍ.. مَا ظَنَنْتِ يَوْمَا أَنَّى أَحُنَّ إِلَيهَا..
تَرِينِي أَنَّ لِكُلُّ لَحْن لِسَانٍ.. يَسْرَدُ حِكَايَةُ

الْمُوسِيقَى..
لِلْقُلَّبِ.. لِلرّوحِ..
قَبْلَ أَنْ تَكَوُّن لِلْأُذْنِ​

[انيق واسط]

فَقَطْ أَخْبَرُنِي مَا الْعَظِيمُ بِشَأْنِكَ..
لِكَيْ تَمَرَّ تِلْكَ السّنوَاتَ.. وَأَنَا مازلت أَتَلْمِسَ أَوَّلَ طَرِيقِ النِّسْيَانِ !
وَلََأَشْتَاقُ لَكَ.. رَغَمَ كُلُّ أَلَمْ زرعتهُ بِدَاخِلِيٍّ !

أَهِي قَسْوَةُ عَيَّنَاكَ..
التى تَرَكْتِنِي أَعَانَى كُلُّ تِلْكَ الْأيَّامَ!..
أَمْ بردوة عَنَاقَكَ..
الذى ظَنَنْتِهِ مِلْكًا لِي وَحَدِّيٌّ!..
أَمْ هُوَ كِبْرِيَائِكَ..
الذى طَعَنْتِنِي بِهِ بَعْدَ كُلُّ خِصَامٍ!
​

[انيق واسط]

مَتَى أَصْبَحَ قُلَّبُكَ.. وَقَلَمَكَ.. يَنْبِضُ بِغَيْرُي؟!..
وَمَتَى أَصَبِحَتْ مُجَرَّدُ قَارِئَةُ غَرِيبَةٍ..
لِحُروفِ اِعْتَادَتْ ان تَتَغَزَّلُ بِي!..

[انيق واسط]

فَقَطْ..
يَقْتُلُنِي أننى لَمْ أَعِدْ قَادِرَةٌ عَلَى مُتَابَعَةِ شِفَاهِكَ.. وَهَى تَقْرَأُنِي..
فَأَنَا رَحَلْتِ..
وَأَنْتَ.. أَنْتَ مازلت تَكْتُبِنَّي بِكُلُّ قَصِيدَةٍ..
تَتَحَايَلُ عَلَى حُروفِكَ.. لِتَتَجَاهَلِنَّي..
لَكِنهَا تَأْبَى إلا أَنْ تذكرك بِتَفَاصِيلَيْ..

[انيق واسط]

نِعْمَ.. نِعْمَ أَنَا مُلْهَمَتُكَ الْوَحِيدَ..
مِنْ كَانَتْ تَفَتُّحُ دَفَاتِرِكَ خُلْسَةٍ.. فَتَجِدُكَ تَتَغَزَّلُ فى تَفَاصِيلَهَا ..
مِنْ كُنَّتْ تَنَظُّرُ فى عَيَّنَاهَا..
وَتَكْتُبُ.. تَكْتُبُ.. وَتَكْتُبُ..
وَتَمْضِي لَيْلَتُكَ فى الْكِتَابَةَ وَهِي بِينَ يَدِيُّكَ..
وَحِينَ تَنْتَهِي..
تَطْبَعُ قَبَلَةُ عَفُوِّيَّةٍ عَلَى جَبِينِهَا.. وَتَخْبَرُهَا..
" بِدُونَكَ صَغِيرَتَي لَمْ أَكِنْ لِأَبْقَى ذَاكَ الشَّاعِرَ"..

[انيق واسط]

وَسَأُظِلُّ ..
حَتَّى وَإِنْ اِسْتَبْدَلْتِنِي بِكُلُّ نِسَاء الْأَرْضِ..
فَلَنْ تَجَدَّ بَيْنهُنَّ مِنْ تَلَمُّع عَيَّنَاهَا.. بِبَريقِ حُبَكٍ..
أَوْ مِنْ يَأْسِرَكَ عَنَاقُهَا.. فَيَنْسُلُ حَبْرُ قَلَمِكَ لِيَرْسُمَهَا بَيْنَ صفحاتك.. ​
سَتَظِلُّ تَكْتُبِنَّي..
حَتَّى وَإِنْ انكرت أَنّكَ تَوَقَّفْتِ عَنْ ذَلِكَ الْعَبَثَ..
فَأَنَا اُعْرُفْ أَنَّ مخبئك السِّرِّيَّ..
يَعَجُّ بِتِلْكَ الْقصَائدَ التى أَبَدَا لَنْ تَنَشُّرَهَا..
صَدَقَنِي اُعْرُفْ..
وَاُعْرُفْ أننى مازلت.. رَغَمَ كُلُّ تِلْكَ الْمَسَافَاتِ..

[انيق واسط]

؛؛
كَانَ مَا بَيْننَا دَوَّمَاً مُخْتَلِفٌ..
حَبَّ .. يَنْمُو بالإبتعاد..
وَيَزْدَادُ قُوَّةٌ.. بِالْهَجْرِ..
حَبَّ يَحْتَضِرُ.. بِالْعَنَاقِ..
وَيُكَوِّنُ طَيُّ الْكِتْمَانِ.. لِيَسْتَمِرُّ​

[انيق واسط]

لْكِتَابَةُ..

أَنْ تَضَعَ كِبْرِيَائِكَ جَانِبًا.. لِتَعْتَرِفُ بِذُنُوبِ اِقْتَرَفْتِهَا

وَتَكْفِرُ عَنهَا بِبِضْعَ حُروفَ​