السلام عليكم
اصبت بنزلة برد أتعبتني وأرهقتني، مع العمل لمدة 13 ساعة 6 أيام في الاسبوع أحسست انني سأبقى مريضا لمدة طويلة، على كل الحال والحمد لله بعد 3 أيام تحسنت وتماثلت للشفاء وفكرت مع نفسي سأتحمل ليلة أخرى، وغدا صباحا اذهب الى العمل لأعود الى المنزل في المساء فأحتضن صغيرتي..
في الصباح كنت على أحسن ما يرام، نهضت وانطلقت الى العمل، ولكن عند عودتي من العمل، تفاجئت بأمطار غزيرة وبرد شديد وزحام جعل الوصول الى المنزل صعب، بعد ساعة ونصف قطعت المسافة التي نقطعها في 10 دقائق، ثم نزلت من السيارة لأركب السيارة الثانية وهنا كانت المصيبة، لم تكن هناك سيارات واضطررنا للانتظار لساعة كاملة في البرد كي تأتي سيارة تقل 4 أشخاص لست من ضمنهم..
خلال وقوفي تحت المطر منتظرا، اول ما فكرت به كم ستأخر اليوم، وكيف سأنهض صباحا لاذهب الى العمل مرة أخرى..
بعد لحظات انتبهت الى الطامة الكبرى، سأصاب بالمرض مرة أخرى، لن أتمكن من احتضان صغيرتي اليوم وربما غدا أيضا..
خلال هذه الأفكار أحسست بصفعة من ضميري، أكبر همي كان احتضان صغيرتي بينما من أدعي الدفاع عنهم والتكلم باسمهم (خط الممانعة من العراق الى اليمن مرورا بسوريا و لبنان) يرزوحون الآن تحت البرد وتضربهم الأمطار والقنابل، قد لا أتمكن من احتضان ابنتي ليوم او يومين ولكن البعض منهن لن يحتضن ابنته الى يوم يبعثون...
غرقت في افكاري وانفصلت عن البرد، فبدأت أراجع في ذهني الرسائل التي تصلني من ساحات القتال، صورة لمقاتل يفترش الأرض و يلتحف السماء، وصورة لعشرة مقاتلين يتقاسمون كوب شاي واحد، يعدون الشاي في علبة قصدير، مقاتل يبقى يوما كالجثة الهامدة من اجل مفاجئة العدو عند مروره..
عدت الى الواقع، جائت السيارة، وصلت الى المنزل، أصبت بنزلة برد أشد من الأولى، لم أحزن على ما أصابني، لكن حزت لأني فكرت بأنانية بعيدا عمن يجب أن أفكر بهم..