افقدني متعة المتابعة وفائدتها .... كما افتقد محاولة القراءة ... لحد الان على الاقل ...
سارى ما يمكنني فعله ...
والله محتاج صفنة طويلة لذلك رح انسخو على جنب واتمعن بالتفاصيل
مشكور استاذ على المجهود الضخم
تعتمد القراءة في جانب كبير منها على تتبع حركة النص والانفتاح على دلالته دون ان تكون تبريراً لما هو مكتوب ... بل تحاول الاجابة على اسئلة تجب اثارتها تتركز على الاستفهام ( لماذا / ماذا ) اي لماذا قال هذا ؟ وماذا وراء هذا ؟
وعلى هذا فليس بالضرورة ان ما تكشفه القراءة النقدية هو ذاته قصد الكاتب ... وهي تبقى في حدود انتاج النص المكتوب .. او كتابة نصا اخر من رحمه
في نص نوارنية المتقدم ...
تنبع حركة النص من باتجاه افقي ... انطلاقاً من نقطة آنية رابطة بين ماض توفره الذاكرة المتعبة وبين مستقبل يوفره مشروع الفكرة ... تعاضداً مع الثنائيات التي ينعقد على تحشيدها النص : ثنائية اللون / ثنائية المكان / ثنائية التمرد / ثنائية الكتمان / ثنائية الحسابات ..... الى اخرها من ثنائيات ... قد لا نجد ملازمها بل نجد الايحاء له ... من قبيل ( ان الطويل لا يبين طويلاً الا مع قصير يجاوره ) ـ ( طبعاً يالفة الطول راح اتسوينلة طلابة كشرة وروح جبرة )
فيما يخص المكان هنا ... نجد
ـ ثنائية المكان المشيد سابقاً ( الذاكرة المتعبة ) / المكان المشيد حديثاً ( مساحة بيضاء ...) والحدث تشييد فكرة جديدة ...
ـ ثنائية اللون التي ترتبط بثنائية المكان وتساهم في تشكيل دلالته .... ( العناوين الحمراء / المساحة البيضاء ) وبتتبع حركة النص نجد ان :
1) السكون ( احمر ) ـــــــ التمرد ( ابيض )
2) الكتمان ( احمر ) ــــــــ الثرثرة المحسوبة ( ابيض )
3) الحسابات المغلوطة المقفلة ( احمر ) ــــــ اجندات تفتح الواحدة تلو الاخرى ( ابيض )
4) التوغل ( احمر ) ــــــ التوغل اكثر ( ابيض )
5) الخوف ( احمر ) ــــــ عدم الخوف ( ابيض )
6) الحاجة لتبريرات طارئة ( احمر ) ــــــ عدم الحاجة لها ( ابيض )
هذا ما وجدته ..... واعذروني لتعسّر المزاج
هذه نصوص قصيرة كل واحد منها يدل على :
1- في عام 2050 حدث انفجار عنيف في احد مصانع كوريا : هذا إخبار سردي يبين للقارئ لو كانت الرواية قبل هذه السنة ـ كما هو الحال الآن و نحن في 2015 ـ بأن أحداث الرواية تقع في سنة 2050 ، و ما حدث هو اختلاف الزمن السردي ( و هو غير زمن السرد الذي تحدثنا عنه ) عن الزمن الموضوعي .. فالزمن الموضوعي في جانبه التقويمي يقول بأننا في سنة 2015 ... أكثر من اختلاف الزمنين السردي و الموضوعي لم يقدم هذا السطر شيئاً آخر .. إلا لو استمر .. فحينها ستتحدد الدلالة على وفق ما يعقبه .
2- في العام الماضي حدث ذلك الانفجار ..لكنه ما زال يذكر في الأخبار : هنا حدث مفهوم الاستمرار الزمني ... و انطلق من الحاضر (السردي) إلى الماضي ( السردي ) .. لأن الحدث ما زال مستمراً في حدود نشرات الأخبار ... هذا ما حصل هنا .
3- لم ينسَ ذلك الحادث الاخبار والأمطار مازالت تذكره بانفجار المصنع : هنا دخل الزمن الماضي و الذي حدده حدث الانفجار في الحاضر ، أي مفهوم الاستمرار ، و الحق أنه لو صيغ بشكل آخر لاختلف عن الوارد في (2) لكننا وجدنا أنه ينطلق من الحاضر السردي باتجاه الماضي السردي أيضاً ... كل ما في الأمر أنه ركز هنا على الشخصية .. في حين ركز في (2) على الحدث .
4- في أثناء تجوله مع صديقه حدث انفجار كبير هو استطاع ان ينجو بينما صديقه توفي ، وفاة صديقه اخذته الى المستقبل الذي كانا يخططان له فتحولت كل هذه المخططات الى دمار : هنا الزمن السردي هو الحاضر ، فالسرد يخبرنا بأن الحدث في الحاضر لا في الماضي و لا في المستقبل ... لكن هذا الحدث استتبع حدث وفاة صديقه و الذي نقله ـ و لا أدري كيف فعل ذلك لأن النص لم يبينه و هذا خلل واضح إذ لا بد من طريقة مقنعة لانتقاله إلى المستقبل ـ إلى المستقبل ... و لأن السرد وفر لنا ( فتحولت هذه المخططات إلى الدمار ) فسأفترض بأن مفهوم الاستشراف حدث هنا ، إذ يخبرنا ( الرواي العليم ) بأن هذه المخططات تحولت إلى دمار ...... ملاحظة : ( الراوي العليم ) مصطلح سردي .. سنشرحه لاحقاً إن شاء الله .
لماذا لم يحضر مفهوم الزمكان ؟!!! لأن السرد بني على مركزية و فاعلية الحدث لا الزمان ولا المكان ، نعم الزمان و المكان متوافران إلى جانب الحدث و الشخصيات لكن لم يتداخلا في السرد بعلاقة ، العلاقة الأقوى كانت بين : الحدث و الشخصية أكثر من الحدث و المكان إذ يمكن أن يكون الانفجار في غير المصنع و في غير كوريا و لن يضر شيئاً ، كما أن السرد لم يوفر شيئاً عن فاعلية الزمان فالحدث وقع في عام 2015 .. و ماذا لو حدث في عام 2060 مثلاً ؟ لا شيء سيتغير .... ليتحقق الزمكان لابد من علاقة مؤثرة وفاعلة بين الزمان و المكان بارعة ... كل الود
انا مفلسة ياجماعة الخير عود
نِعم ما اخترتِ سورين .. هذا مثال رااااااائع على مفهوم الزمكان ... من رواية ( الأسود يليق بك ) لكنكِ لم تجهدي نفسكِ بالكشف عن أبعاده ... هذه الرواية قائمة في أساسها على هذا المشهد .. حدث رؤيته لها على التلفاز ... و لأن الحدث وقع في مكان محدد هو مكتبه الذي اعتاد أن يسمع فيه نشرته الأخبار .. و لأنها التاسعة مساءً تحديداً .. فقد وقع الحدث الذي جرّ البطل إلى البحث عن البطلة ثم دارت أحداث الرواية ... لو لم يكن في مكتبه ، لو نزل إلى الشارع مثلاً لما رآها .. لو كان في مكتبه لكن ليس بالتحديد في الساعة التاسعة لما رآها ... هنا تداخل الزمان و المكان ليكونا ضرورة السرد و فاعله الأكبر .... راااائعة مستغانمي ... شكراً لكِ سورين .. و فرصة أخرى أكثر توفيقاً
أتمنى أن لا تكتفي بالإعجاب رزان ... ننتظر مشاركتكِ صديقتنا
ننتظركِ سيدة النصوص ... مساؤكِ طيب
ننتظركِ كاردينيا ... عفواً على الرحب دوماً ... مساؤكِ راحة
أراهن على الكتيبة القرائية المناضلة داخلك ... ستنتفض حتماً ... مساؤك ذهنك المفعم بالجمال
طيب سموك ... ننتظرك .... عفواً .. على الرحب و السعة عزيزي ... مساؤك تأملات
كتبتُ نصاً يجمع الأزمنة التي تحدثت عنها
حتى الاستشراف
أرجو أن يكون كذلك .. والقراءة لكم
مجهود رائع ... و خطاطة اقتراح لاجتراح النص قرائياً جميلة ... لكنني كقارئ لم أقتنع ببعض الثنائيات ، كــ التوغل / التوغل أكثر ، الحاجة لتبريرات طارئة / عدم الحاجة لها ... و لماذا السكون أحمر و التمرد أبيض ؟!!! أرى العكس ... عموماً أنتظر تمرد راهب .. أنتظر قراءته .. انحناءة لك أيها الشاعر القارئ