أنهكها المرض على سرير حمى..بنصف وعي تهذي به ....
جسد يرتعد من برد زائف.... وأضلع بالكاد تحمل قلباً مرتجفاً ...
بدأت تختنق بأنفاسها وكأنها تسحب منها ببطئ...
حتى بدأت تشهق بصوت مرتفع ...
أهي النهاية ...!!اختفت أحلامها كلها ..رغباتها ...
إلا....سماع صوته وهي تختنق...
دموعها احتضنت وجهها....
بدأت تردد الشهادة بصوت متهجد مختنق ...
والرغبة تزاد إلحاحاً .. آخر أمنية صوته فقط...
مازالت عند حضرته طفلة تفقد نصف إداركها ..
لكن أدركت أنها مجرد نوبة ضيق تنفس بسبب الحمى ....
تنتهي مع رشفة دواء ووخزة إبرة كالعادة....
فمازال بالعمر بقية وللألم مواطن أخرى
صباح الخير .. هذه الجلسة الصباحية ستكون وافرة في التأشير على ما خلف المادة النظرية التي تناولناها في درسنا عن المنظور السردي .. التأشير على مكامن الإبداع ـ في حدود المنظور السردي ـ سيتم من خلال ردودي على مشاركاتكم أحبائي .. و من خلال نقاشاتكم و تفاعلكم ... ما أريد التأكيد عليه هو قراءة الرد و النص المشارك مرة أخرى للتعرف بدقة على الجانب الذي تناوله النص و تناوله ردي بدقة
منذ أكثر من 5 سنوات كان أن تحققت لي أول قراءة لنص من نصوص بريق الماس ، و أذكر جيداً بأني قرأت في يومين ما يقرب من الــ 8 نصوص في حينها قبل أن أرد رداً ينطق عن لسان الاختصاص ، قرأت هذا الكم من النصوص لأجيب نفسي عن : مالذي يميز نصوص هذه الكاتبة التي تتنفس موهبة ، حينها وجدت الإجابة و كانت إحدى مفردات هذه الإجابة هو ( المنظور السردي ) ، هو ما أدعوه بموهبة بريق الفذة في تموضعها داخل المشهد النصي ، بل داخل النص ، أجزم أن بريق حين تكتب تنقطع عن العالم المحيط بها و تعيش عالم الصور المتتالية المولدة في ذهنها ، لذلك هي مخرجة نص بارعة ، و هل إخراج النص ـ في حدود حديثنا هذا ـ إلا براعتها و تمكنها في المنظور السردي ؟!! لعل ما كتبته هنا على عجالة لا يروقها ككاتبة ، و هو من الجانب الكلي يحتاج كنصٍ إلى تعديلات طفيفة قياساً بقدرتها .. لكنني لا أتعامل هكذا هنا .. أتعامل مع المنظور في ممنوحاته النصية الأخرى .. الأمر يشبه أن تكون عضواً في لجنة وظيفتها تقييم أعمال فنية ، و وظيفتك محددة في جانب معين واحد لا غيره .... لكن لا ريب أن كلية العمل ستؤثر على تقييمك ......... في هذا النص الذي شاركتنا إياه بريق يركز المنظور السردي على ما صرح به النص أنه مقهى .. و في نقطتين بؤريتين هما :
1- النقطة الأولى التي بدأت في ( تكونت فوق طاولتي )
2- النقطة الثانية المتكونة في ( انتبهت ..... )
و قد بدا أن المنظور هنا وفر مساحة لتعاطي المتلقي مع الحوار الداخلي الذي عرّفت فيه الشخصية عن نفسها بجمل اعتمدت التركيز اللغوي مع جنوحها لجانب إيضاحي لا يخلو من فتنة مشاركة المشاعر التي أجادها ( الراوي الشخصية ) .
و لمّا كان النص مشبعاً بذاتية الشخصية و الآخر الذي يبادلها طرف الطاولة ـ أياً كانت ، في خدعة كونها طاولة أو أن مفردة الطاولة لها دلالة أخرى ، كأن تكون مسافة موصلة صالحة للتواصل المقنن في حدود المشهد النصي المصرح به هنا ـ فقد برزت أنواع المنظور السردي :
1- المنظور التعبيري : الذي عبرت به الشخصية عن نفسها في الكلام المنقول عنها و بالراوي نفسه ، و الذي يؤكد الحضور الذاتي المحض على أنه المعني النصيّ الأول في النص .
2- المنظور النفسي : الذي أشرك المتلقي في الزاوية التقديمية للشخصية و ببعد ذاتي أيضاً لا موضوعي .. إذ الراوي الشخصية ذاتها تتحدث و تقدم لنا فضاءها التخيلي .
3- المنظور الزمكاني : الذي أجلسني / أوجدني / خلقني كائن ورق لا كائناً واقعياً فحسب ، أجلسني في زاوية من ذاك المقهى أشاهد / أسمع / بل أفترض حتى موسيقى لذلك المكان في وحدته مع الزمن الافتراضي النصي الذي علّق فاعلية الزمن الواقعي لديّ ، و إن كنا نستوعب النص قراءة فلا يمكن أن نتجاوز حقيقة أن المنظور الزمكاني هو من فعل فعله هنا .
بريق الماس : الكتابة صعبة لكنها ليست مستحيلة ، لكن أن نكتب و كأن النص مولودنا فهنا تكمن عقدة أن نفهم كيف يحدث .. لديكِ ما تغبطين عليه من الروح التي تتماهى مع النص الذي تكتبين ... الصباح مع هكذا سطور له قيمة الذكرى الباقية ... حفظكِ الله .
من الجيد بل الممتاز أن أسمع بأن النقد أو مقارباته تحسن المزاج هههه ... دائماً ما كنا مزعجين ( معاشر النقاد ) ... صباحكِ مزاج ممتاز سورين المجدّة
نعم و الدروس الجديدة القادمة كثيرة إن شاء الله ... أرجو أن قسطاً وافراً من راحة تسرّب للذهن كاردينيا ... صباحكِ مسرة و مسرة على نية مضمر مبارك
وصلنا لمشاركة ليديا ... أفطر و أعود ...
لو كنتُ بحثتُ و قلبتُ في ذاكرتي و الحاضر أمامي على الشاشة لأنتقي نصاً متكاملاً عن ( كيف تخلق المنظور السردي ) لما جئتُ بمثل نصك هذا نيو .. رباااااااااه اقشعر بدني قسماً بالله !!!!!!!!!!!!!!!!!
المنظور السردي الزمكاني فاعل النص و بدأه بتحديد موضع الراوي موضع المتلقي ... ببراعة تم ذلك و بصدمة الآتي من مكملات المشهد .. ليذعن المتلقي للأمر النصي و يأخذ مكانه كي يشاهد و يشترك في المشهد ... الراوي كأنه مخرج بكل ما له من صلاحية و أدوات ، يوزع الأماكن و يترك الزمن يتنفس كما خلف الباب ... و بلاطة بعد أخرى تتشكل المشاهد و تنتهي بمشهد مفتوح على مصراعيه .... قدرة لا يضاهيك فيها أحد أيها المبجل نيو ... كبيررررررر أنت ... أضع شارة الأهمية القصوى على نص العزيز نيو .. كمثال متكامل جداااااا على المنظور السردي ... و أطلب من رواد الورشة استذكار آلياته و الانتفاع منه .... محبتي نيو