حُلم المشي على قدمين
ألماني يختبر "روبوتا" لتمكين المصابين بالشلل من الحركة لخطوات
(برلين )
"إنه شعور جميل أن تكون قائما وأن تمشي وأن تقابل شخصا وجها لوجه دون أن تنتظر له من وضع الجلوس".. هذه كلمات الشاب الألماني الأربعيني بيتر كوسميل الذي يُجري اختبارا مع جهاز آلي "روبوت" ينتظر له أن يمكن المصابين بالشلل النصفي من الحركة عدة خطوات.
مركز بوتسدام الألماني يقوم بإجراء اختبار لإعادة التأهيل جهاز "اكسو سكليت" (الهيكل الخارجي) الذي طورته شركة ايكسو بيونيكس الأمريكية وذلك كأحد أول المراكز الأوروبية المتخصصة التي تتخذ هذه الخطوة.
الشركة الأمريكية عرضت روبوت إيكسو في خريف العام الماضي، ومن المنتظر له الآن أن يجرب على مستوى العالم لخدمة المصابين بالشلل النصفي، وكذلك الذين أصيبوا بجلطة في المخ، ومرض التصلب المتعدد الذي يصيب العظام، وغيرهم من الذين أصيبوا بأمراض تُعيقهم عن المشي.
المتحدث باسم الشركة باستيان شينك يقول إن مرضى في مدينة آخن الألمانية هم الذين جربوا هذا الجهاز حتى الآن، وكان ذلك قبل عدة أسابيع، وإن هناك حاليا ثمانية أشخاص في مدينة بوتسدام (شرق ألمانيا) يجربون هذا الهيكل الصناعي الذي يزن نحو 23 كيلوجراما، ويلف حول الجسم.
يتم تحويل وزن الجسم أثناء الحركة إلى خطوات من خلال حساسات موضوعة في منطقة القدم.
بيتينا كفينتين، طبيبة العلاج النفسي تشير لطبيعة التجارب بالقول: "أود أن أمنح مرضاي الفرصة للعودة للوقوف في وضع الاعتدال في أسرع وقت ممكن، يهمني بشكل خاص أن أتأكد مما إذا كانت هذه التقنية تساعد المرضى في حياتهم اليومية".
الطبيبة تحذر من تعليق آمال مفرطة على هذا الجهاز، كما يفعل الكثير من الخبراء.
الأمرُ نفسه يؤكده البروفيسور يان شفاب من قسم التجريب العصبي بمستشفى شاريتيه في برلين، قائلا: "فمن تعود استخدام مقعد الحركة بشكل جيد سيظل يتحرك بشكل أسرع باستخدام هذا المقعد منه باستخدام الجهاز الجديد، ولكن لا يمكن الاستهانة بالتأثير النفسي الإيجابي الذي يتركه الجهاز عند المريض، والشعور الطيب له عندما يرى نفسه واقفا".
هذا ما تبينه أيضا ردود فعل المرضى في بوتسدام؛ حيث يرى أندرياس كليتش (54 عاما) أن هذا الشعور طيب فعلا، وبدت عليه السعادة بأنه أصبح قادرا على المشي مرة أخرى.
وفي الوقت ذاته؛ تمنى كلينتش أن تتطور هذه التقنية بشكل واضح، وقال: "أنا لا أمشي بنفسي، إنه مجرد شعور بأنه يُمشَى بي".
ويُشاركه في الرأي المريض كوسميل الذي يرى أن هذه التقنية لا تزال تحتاج للكثير من التطوير "ولكن هذا الجهاز هو الوسيلة الأنسب للاستخدام في مراكز إعادة التأهيل".
روديجر روب، رئيس قسم التجريب العصبي في المستشفى الجامعي بمدينة هايدلبرج الألمانية يؤكد أن الجهاز ليس بديلا عن المقعد المتحرك، خاصة وأنه لا يصلح لكل مريض.
هناك نحو 60 ألف مصاب بالشلل النصفي في ألمانيا "نسبة من يصلحون لاستخدام هذا الجهاز أقل من 10%، أي أنه عدد قليل جدا".
ودمتم بحفظ الله