القوافي الحزينة
الى روح صديقي الأستاذ قيس ابو طبيخ
عتابك نافع والعتب عاب
إذا لم ينفع الناس العتاب
تعاتبني وأي الناس يصبو
لمكرمة يكون لها ثواب
على عهد الصداقة كان عهدا
نقيا لم يدنسه إرتياب
صحبتك والليالي مقمرات
وكان يظلنا فيها شباب
وكنت العون في أدب وشعر
إذا ماجت بلجته عباب
همومي مثل همك لا تجارى
ودرب الحق يغمره ضباب
وعزمي مثل عزمك لا يبارى
ولا ينزل بساحته إضطراب
وآثرت إنعزالا لا أبالي
أغنى الطير ام نعق الغراب
فقدتك مرغما والدرب وعر
وقبل الموت فرقنا أغتراب
ونحن والجميع لسوف نمضي
على درب بآخره حساب
وأشتات من القطعان ترعى
بمجتمع تعيث به ذئاب
فلا تحزن فديتك من صديق
على دنيا نهايتها خراب
نغازلها على شوق وتبقى
بكل خبيئة ولها مصاب
نغازلها ونعيا في رضاها
وليس لهول فتكتها صحاب
رحلت وما تزال لك الأماني
كأخلاق لكم زهر عذاب
فيا قيس الأخوة والمعالي
ويا قيس الصداقة تستطاب
ويا قيس الزكي النفس دوما
إذا سالت مطامع أو رغاب
فيا لهفي على أدب رفيع
وخلق ضمه ذاك التراب
سينعاك القضاء ومكتبته
وينعاك المثقف والكتاب
ويا حزن المعاني والقوافي
يكون من السواد لها ثياب
عليك حزينة كل القوافي
ولم يفتح لها للصبر باب
ويا حزني عليك يطول حتما
وقد طال التغرب والغياب
ويا حزني عليك يظل دوما
له بالقلب شاخصة حراب
في