السلام عليكم، نحن اليوم في عصر الاتصالات والتقنية، لم يتحول العالم الى قرية صغيرة كما يقولون، ولكن أعتقد أنه أصبح بلد واحد، أو على أبعد تقدير قارة واحدة، فالمسافات أصبحت قصيرة جدا بيننا، ضغطة زر ربما..
الهواتف الجوالة هذه اللعنة الضرورية في المجتمعات دخلت حياتنا وتشعبت بها وأصبحت الحياة من دونها صعبة، فكل من يقابلك يطلب رقم هاتفك الجوال اولا والمكتب او المنزل ثانيا، وأصبحنا نرى اهلنا وأصدقائنا الجدد والقدامى بسهولة دون ان نلمسهم (ومن دون خسارة عشاء ههههه)
لكن هل الموبايل نعمة مطلقة في مجتمعاتنا؟
انا لا أتحدث عن مثاليات الاستخدام، بل عن واقع الحال، هي انتفع المجتمع بالموبايل أم تضرر به، لأني اليوم أنظر اليه بنظرة احتقار واشمئزاز وسخط يعلمه ربي، سأتكلم عن سلبياته فقط والتأثيرات السلبية التي أراها وأترك لكم المجال للكلام عن ايجابيات كبسولة السيانيد هذه.
الحالة الاولى
في النقل العام- سيارة 11 راكب
5 منهم يتكلمون عبر الجوال
الاول: كيف حالك يا عزيزي؟ الثاني: لا، لا توافق على البيع انتظر حتى أصل، الثالث: قبح الله وجهك ووجه من... الرابع: أنا في الطريق الى المنزل هل تحتاجين شيئا؟ الخامسة: نعم، رأيتها مع صديقها في المطعم...
3 يلعبون ألعاب الكترونية غير مبالين بما حولهم
1 يستمع الى الاغاني بسمعات ولكن صوتها مرتفع الى درجة ان الجميع يسمعون ما يسمعه
2 يعانون من الصداع بسبب الضوضاء.
الحالة الثانية:
في الصف:
يرن هاتف الاستاذ فيقطع المحاضرة ليرد على الاتصال
يهتز هاتف الطالب فيخرج من القاعة ليرد على مكالمة تافهة
يرن هاتف طالب آخر، فيقطع الاستاذ مكالمته ويطرده من القاعة
يستدير الاستاذ فيلتقط طالب صورة سيلفي
هذا يلعب، وذلك يتصفح الفيسبكوك والآخر ينهق (يغرد) على تويتر الآخر يشاهد مقاطعا او افلام
وأقل ما يُهتم له في القاعة او الصف هو الدراسة.
الحالة الثالثة:
يحصل شجار في الشارع:
الاول يصور، الثاني يلتقط صور، الثالث يبحث عن جواله، الرابع يقف في زاوية تضمن له أن يكون ضمن صور الثلاثة الآخرين ولا احد يتصل بالشرطة.
تمشي في الحديقة، تنتهك خصوصيتك بالصور التي تلتقط هنا وهناك
الحالة الرابعة:
تخرج مع طفلك، فيرغبون بالتقاط الصور له من دون استئذان
الحالة الخامسة:
تذهب لزيارة الأقارب، يصووك ويصورون طفلك وربما زوجتك إذا لم تنتبه وكل ذلك للعرض على الآخرين والتفاخر او على الأقل لعرض صورة الطفل وبالطبع من دون استئذان
الحالة السادسة:
تذهب الى حفل عرس... دعونا من هذا
الحالة السابعة:
في جبهات القتال 10 يقاتلون و 20 يصورون
الموبايل سهل حياتنا واتصالاتنا ولكنه جعل المجتمع يظهر بلا أخلاق ولا ادب ولا مراعاة للحقوق الشخصية للغير والقوانين الشرعية والعرفية، وبدلا من أن نستخدمه لنتطور، رجعنا الى الخلف عقودا من الزمن من ناحية العلم الاجتماعي ناهيك عن جاسوسية الغرب التي أصبح الكلام عنها كثيرا ويتزايد..