بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
«هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا، انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا»، ان هذه الآية قد خص لها عنوان واحد وهو الانسان بشكل عام، هذا الكيان الذي احترمه الباري عز وجل، وجاء الانبياء والمرسلون والاوصياء لحفظ كرامته.
ان الامام الحسين عليه السلام الذي يمثل الانسان الكامل، حيث ان الباري عز وجل جعله من مصاديق الآية الشريفة مع جده الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم والائمة عليهم السلام.
فمن اراد ان يتعرف على الانسان الكامل فلينظر الى الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم ثم الى الامام علي عليه السلام، ومن يود التعرف الى معنى الانسان كما ارادته السماء عليه ان يتعرف على سيرة الامام الحسين عليه السلام، ومن يود التعرف على قيمة الانسان كما اراد الباري عز وجل فلينظر الى الامام الحسين عليه السلام، ومن هنا نتعلم من الامام الحسين عليه السلام احترام الانسان وعطاءه بالشرع الذي انزله الله عز وجل عكس شرع الناس الذي افتى باسالة الدماء وقطع الرؤوس وارتكاب المحرمات وقتل الابرياء.
داعي الانسانية
ان الامام الحسين عليه السلام هو داعي الانسانية والمحبة والصلح، كما انه طريق يستنار به وهو نور على مدى التاريخ، وانه ملاذ لكل مظلوم، ان الامام الحسين وضع منهجا للانسانية من اجل العدالة والمساواة، فهو الذي بكى على عدوه الذي اراد قتله، لانه كان يهدف لهداية البشرية والوصول الي الحق عن طريق الاستنارة بنور الباري عز وجل.
عدم معرفة البشرية قيمة الامام الحسين عليه السلام ونسيان ثورته العظيمة التي كانت عبارة عن منهج الحياة البشرية.
.
الحسين للجميع
{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}.
ان العالم الاسلامي يعيش هذه الايام خاصة
بداية شهر محرم الحرام وهذه المناسبة المؤلمة وهي استشهاد سيد الاحرار الامام الحسين (عليه السلام) في العاشر من هذا الشهر الحرام ،وسبي نسائه
ان الامام الحسين ضحى بالغالي والنفيس من اجل بقاء دين جده الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال «ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي يا سيوف خذيني»، وكذب الموت فالحسين مخلد.
ان الامام الحسين عليه السلام ليس للشيعة فقط بل انه للبشرية جمعاء والانسانية، فهناك الادباء والشعراء من كافة الاديان والاطياف وهم يشيدون بدور الامام الحسين عليه السلام، كما انهم تأسوا بموقف الامام الحسين عليه السلام.
ونعلم جليا ان الامام الحسين عليه السلام انتصر على اعدائه بالثورة العالمية العظيمة الايمانية الخالدة، وكما قال الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم «الحسين مني وأنا من حسين احب الله من احب حسينا».
ونرى اليوم تجمع الموالين للامام الحسين عليه السلام حيث ضرب نهج نهضة يضرب لنا مثلا في هذه التجمعات في كل مكان الا وهو «هذي مجالسه تحكي منابرها النصر ما برحت والظلم منخذل».
حيث ان دولة الظلم ساعة ودولة الحق الى آخر الزمان.
من اهم مبادئ الثورة الحسينية توحيد كلمة المسلمين اينما كان، وليس للفتنة والتفرقة انما من اجل لم الشمل واستكمال مسيرة الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم.