النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

عَلى أرصِفَةُ البُسَطَاءْ ..

الزوار من محركات البحث: 3 المشاهدات : 231 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    دِقَہღ قَلُبْ
    تاريخ التسجيل: April-2014
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 26,677 المواضيع: 2,578
    صوتيات: 33 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 8507
    آخر نشاط: 27/June/2023
    مقالات المدونة: 20

    Rose عَلى أرصِفَةُ البُسَطَاءْ ..

    أحادِيثُ الأرصِفَة لَا تَكُونُ مَسبوقَةً بِوَعدٍ وَلا تُنَقَّحُ قَبلَ الإدلاءِ بِها وَلا تُنَمَّقْ ،
    هِيَ أحادِيثُ أرواحٍ تَتَصادَمُ فَتَقِفُ بُرهَةً
    لَتَتَفَحَّصَ المَلامِحَ وَ تُفَتِّشُ فِي جِيوبِ الذَاكِرَةِ العَتيقَةِ عَنها

    أرواحٌ تَسحَبُ كَراسِي الراحَةِ الفَارِغَةِ مِن تَحتِ طَاوِلَةِ الهُدوءِ المَعطوبَة ،
    مِن بَعدَ الإفاقَةِ مِن غَفوَةِ نِسيانِ الأوجُوهِ وَ الأصواتِ يَبدأُ إلقَاءُ السَلامْ
    وَ تَحتَضِنُ العَينَ العَينْ وَ تُقَبِّلُ الكَفَّ الكَفّْ
    وَ مَع مُوسيقَى المَطَرْ
    وَ وَقعُ أقدامِ المَارَّةِ عَلى ظَهرِ الأرصِفَةِ العارِيَةِ مِن الدِفءْ
    وَ ضَجيجِ الملَاعِقِ دَاخِلَ أقداحِ القَهوَةِ
    يَعلو لِتَنعَمُ قِطَعُ السُكَّرِ بِالذَوابانِ فِي قَلبِ مَن تُحِبْ حِينَها يَبدأُ الكَلامْ ...







    - يَا صَديقي .. أتَرى كَيفَ هِيَ الطُرُقُ مُكتَظَّةٌ بِأرواحِ العَاشقِينْ ...
    وَ أنا ، أنَا لَيسَ لِي فِي زِحَامِ قُلوبِهم الهَائِمَةُ أحَدْ !


    لا تَحْزني ! فَهُم يَضْحكونَ يَومًا ، ويَبكونَ بعْدَها دَهرًا ..
    لَديكِ ما تَفخَرينَ به ، غَير الحَبيب !

    سَئِمتُ مُدارَاةَ بَشاعَةِ الحُزنِ بِدَاخِلي
    وَ سَئِمتُ التَغاضِي عَن الفَجوَةِ المُغرِيَةَ التِي خَلَقَها لِلسُقوطِ فِيه !


    لا تُدَاري مَا أضْناكِ مُداراتُه ،
    وأطْلقي " لعَقلكِ " العَنانَ ، فواللهِ ما سَنَدكِ غَيرهُ ،
    وامّا فجوتُهُ ،
    فَهي كَوردةٍ لاحِمةٍ تُغري الفَراشةَ لتُمزقَها !

    تَأخَّرتِ الحَياةُ كَثيرًا وَ مَا أوفَتْ بِوَعدِها ،
    وَ أنا عَلى رَصِيفِ البُسَطاءِ أقِفُ بِحِذَاءٍ مَثقوبْ ،
    أنتَظِرُ مَوعِدًا بَاتَتْ أصابِعُ الصَبرِ النَاتِئَةِ مِن ثُقبِ حِذائِي
    تَظُنُّ أنَّها حَتَّى بِوُصولِهِ سَتُبتَرْ !!



    ومنْ قَال إنّها سَتفي بِشَيء !
    لا تَنْتَظِري الحَياة ، ولا تَتَبعِيها ، ما تَزيدُكِ الا وَهنًا ،
    وما تَمْتَحِنُكِ الا خُبثًا ، ولا تَرتَاحينَ مِنْهَا ولاَ بِهَا ،
    فَهيَ أرضُ اخْتِبار ، ودَارُ انْتِظار ، فاليومُ عُمرُ ، وغدًا أمرُ !

    أشيائِي البَريئَةُ مَا عَادَتْ بَريئَة ،
    أشيائِي الصَغيرَةُ مَا عادَتْ صَغيرَة ،
    أشيائِي المُقَدَّسَةُ أصبَحتُ أُدرِجُها فِي قَوائِمِ الرَذيلَة ،
    وَ شَيءٌ كَبيرٌ مِنِّي تَلِفَ فِي عَالمِ الحَربِ وَ الحُبِّ هَذا !



    البَريءُ مُغَفّل !
    وأشيَائُكِ فهيَ تَعْكِسُكِ ، ومُقَدَسَاتُكِ إنْ عزّيِتها عزّتكِ ،
    " وشيٌ كبيرٌ منِّي تَلف "
    جَيّد بَقيَ لكِ مَا تَبْنِينَ عَليه !

    ممم أخبِرني إذًا لِمَاذا لا يَطِيبُ الحَديثُ إلَّا عَلى رَصِيفِ الذِكرياتْ ؟
    فَهَانَحنُ نَتَكِئْ عَلى عَامودِ العَقلْ وَ ضَوءُ القَلبِ مَعطوبْ
    نَتَدَفَّئُ بِعُودِ ثِقابِ أمَلٍ مُبتَلْ وَ لا يَنقُصُنا سِوى قَهوَةٍ مُرَّةٍ جِدًا حَدَّ الِّلذَة ،
    لا أحتاجُ أن أشرَحَ لَك جَمالَ هَذَا التَنَاقُضْ ،
    وَلَكِنْ أنَّى لَنا بِمَقهى فِي هَذِهِ السَاعَةِ مِن العُمرْ وَ جَيبُ الأُمنياتِ خَالِ ؟!

    لانَّ المُسْتَقبلْ بِلا مَشاعِر ،
    حِجَارةٌ صَامتةٌ ، تَخيّلي .. أُنَاس بِلا مَلامح " عَاطفيّة " ،
    هكَذا النَاسُ في المُسْتَقبلِ ، ومعَ الأيّام تَتّضحُ الوُجوه .
    فعدوّ اليَومْ ، قَد لا يَسْتَمِرْ

    أنا لا أعتَرِفُ بِعَالمٍ بِلا مَشاعِرْ ،
    أنا لا أعتَرِفُ بِحروفٍ بِلا نِقاطْ ،
    بِنَصٍ بِلا تَشكِيلْ وَ فَواصِلَ وَ مَسافاتْ ...
    ممم أنا كَذَلِكَ لا أعَتَرِفُ بِالمَسَافاتْ فِإذَا إلتَقَتِ العُقولْ
    هَذَا يَكفِي أن تَتَقَلَّصَ المَسافاتُ وَ تَختَفِي ،
    لاحِظْ قُلتُ العُقول


    نَحنُ تَفْصِلُنا المَسَافَات ، وتُقَربُنا العَلاقَات ،
    امّا الماضَي فَلألمهِ لذّة ، والمُستَقبلُ يَعنيهِ الطُموح ،
    فَنحنُ لا نَتَغنّى بالمُسْتَقبل لاننا لَمْ نَعشه ،
    والمَاضي .. فَجَرحُه غَائرٌ وباقٍ أَبدًا
    تَضْحَكينَ لأمرٍ مُضْحكِ لمرةٍ او مرتَان ،
    والأُولىَ ليسَتْ بِمثلِ الثَانيةْ ، ولكنّكِ تَبكينَ لجِراحِكِ بِنفسِ المَرارَة ،
    للمرّة الألفْ !

    أعجَمِيَّة كَانتْ أم عَرَبِيَّة القَلبُ وَاحِدْ وَ الدَمُ أحمَرٌ قَانِي
    وَ الحُزنْ مم لِنَقُلْ أنّهُ ضَيفٌ ثَقيلْ
    لا أُريدُكَ أن تَحزَنْ كَثيرًا عَلى مَوتِ الحُبِّ بِدُنيَا قَلبِي يَا صَديقي ،
    وَلا تَحزَنْ عَلى تِلكَ النُدوبِ التِي أريتُكَ إيَّاها
    فَهِي لا تُؤلِمُ كَثيرًا إلَّا إذا نَكشتُها !
    وَ لا تَأسَفْ عَلى الوُعودِ المَنقوضَة فَمَن مِنَّا وَفَّىَ بِوَعدِ البَقاءْ وَ لَمْ يُغادِرْ دُنياه ،
    وَ مَنْ مِنَّا يَستَطيعْ !؟
    ممم أسَبَقَ لِي أن أخبَرتُكَ بِأنَّ الوَقتَ مَعكَ مُمتِع


    الجَرحُ ليسَ جرحًا ان لمْ يُقُضّ مضجَعكِ !
    هي الدُنيا يا صَديقَتي ، هي الدُنيا
    ممم ومعكِ الوَقتُ كأنهُ عَدّاءِ ، يسيرُ بسرعَةٍ خُرافيّة







    - إنطَفأتْ أضواءُ الحَيِّ يَا صَديقي وَ ألسِنَةُ المُجتَمِعِ بَغيضَةٌ لا تَرحَمُ البُسَطَاءْ أمثَالِي ،
    سَأُغادِرُ هَذَا الرَصيفَ الأنْ بِحِذائِي المَثقوبْ وَ قَلبِي المَجروحْ ،
    وَ سَأُسدِلُ خِمارَ الصَمتِ عَلى مَلامِحَ حُزنِي
    وَ أكتِمُ شَهقَةَ مَوتِ الحَياة بِدَاخِلي
    حَتَّى أفرِدَ سُجَّادَةَ صَلاتِي لِأُحييها وَ أحيا بِها ..
    إستَودَعتُكَ الله الذِي لا تَضِيعُ وَدائِعُه ، وَ عَلى رَصِيفٍ آخِرْ بِإذنِ الله نَلتَقِي






    ممم هِيَ هَكَذا الأرصِفَة ،
    رَؤُوفَةٌ بِأجسَادِ البُسطَاءِ المَاكِثينَ فِيها وَ العَابِرينْ ،
    المُتعَبينَ المُنهَكِينْ مِن قَسوَةِ الحَياة
    بِضعُ دَقائِقَ فِي أحضَانِها تَكفِي أن تَشُدَّ عَلى أيَادِيهمْ
    وَ تَربِتُ عَلى اكتَافِهمْ وَ تَنفِظُ عَنهُمْ أترِبَةَ الذِكرَياتْ
    الأرصِفَةُ لا تَصلُحُ إلَّا لِلبُسَطاءْ وَ نَحنُ هُمْ

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    ‏شيروفُوبيَا
    تاريخ التسجيل: May-2015
    الدولة: ★ واســــ♥ــــط ★
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 9,599 المواضيع: 294
    صوتيات: 4 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 4861
    مزاجي: مُعَتقْ ب ِآلوآن خريفْ آبيض
    آخر نشاط: منذ 17 ساعات
    مقالات المدونة: 3
    يالله كم هو جميل ماخطه قلمك انستي دمت ودام ابداعك

  3. #3
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: حيث يقودني قلبي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 86,527 المواضيع: 20,589
    صوتيات: 4589 سوالف عراقية: 663
    التقييم: 59932
    آخر نشاط: منذ 17 دقيقة
    مقالات المدونة: 1
    موضوع فى قمة الخيااال
    طرحتِ فأبدعتِ
    دُمتِ وَدام عطائُكِ
    ودائما بأنتظار جديدكِ الشيق
    لكِ خالص أحترامي



  4. #4
    دِقَہღ قَلُبْ
    منورين اصدقائي
    شكراا لكم

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال