اقرا وصف عرقنا الحبيب في مروج الذهب للمسعودي قبل قرون عد يدة اما اليوم
أما العراق فمنارة الشرق،وسرة الأرض وقلبها، إليه تحادرت المياه، وبه اتصلت النضارة، وعنده وقف حد الاعتدال، فصفت أمزجة أهله، ولطفت أذهانهم، واحتدت خواطرهم،واتصلت مسراتهم، فظهر منهم الدهاء، وقويت عقولهم، وثبتت بصائرهم، وقلب الأرض العراق،وهو المجتبى من قديم الزمان، وهو مفتاح الشرق، ومسلك النور، ومسرح العين، ومدنه المدائن وما والاها، ولأهله أعدل الألوان، وأنقى الروائح، وأفضل الأمزجة، وأطوع القرائح، وفيهم جوامع الفضائل، وفوائد المبرات، وفضائله كثيرة لصفاء جوهره، وطيب نسيمه، واعتدال تربته،وإغداق الماء عليه، ورفاهية العيش به.