بكلمات بسيطة يمكن اختصار تعريف الزراعة العضوية على انها: “طريقة للتعامل مع الطبيعة بدلاً من التعامل ضدها”.هذا التعامل مع الطبيعة يتطلب تدوير المواد الطبيعية لأجل المحافظة على خصوبة التربة، كما يتطلب تشجيع طرق طبيعية لمكافحة الآفات و الأمراض النباتية، بدلاً من الاعتماد على الكيماويات. و لكن الزراعة العضوية هي أكثر من مجرد طريقة لإنتاج نباتات “من دون مبيدات و أسمدة كيماوية”. إن المبادئ الاساسية للزراعة العضوية تتبع بشكل قريب جداً المبادئ الموجودة في البيئة الطبيعية . إن المزارع الذي يتبع الطريقة العضوية يمضي بطريق واعية بيئياً، بحيث انه يدرك ان التوازن المقبول في البيئة الطبيعية يحفظ لكل الكائنات القدرة على التعايش السليم دون أن يطغى أحد على الأخر.
بالزراعة العضوية، المزارع سيجلب و يعزز نظاماً بيئياً مصغّراً من الحشرات و الكائنات الآخرى، شرط ان لا يتعرض هذا التوازن لاضطراب بقتل الكائنات بالكيماويات. انما بالمقابل لن يُسمح لأي منها أن تنتشر بشكل زائد عن طبيعته و غير مرغوب به.
بالزراعة العضوية، بدل أن يكون الاهتمام محصوراً بتغذية النبتة وحدها ، يكون الاهتمام بإمداد التربة بمخزون كافٍ من المغذيات الطبيعية، وبالتالي تسحب النباتات من هذا المخزون حين تحتاج ، و بقدر ما تحتاج . إن النباتات التي ستلقى رعاية “عضوية” ستنمو بشكل أفضل و تكون مستعدة أكثر لمقاومة الآفات والأمراض.
هيا نتعرف باختصار كيف يمكن للإنسان أن يتعامل مع الطبيعة ليصل الى نتيجة أفضل:
أولاً: تغذية التربة
مخلفات النباتات والأوراق المهترئة و الميتة، و الزبل الحيواني، كلها توفر تغذية جيدة للتربة في الطبيعة.
عندما يقوم الإنسان بحصاد إنتاجه الذي زرعه، عليه أن يعوّض عن هذا النقص بإضافة السماد العضوي اللازم للتربة
ثانياً: حفر التربة و قلبها
بالإضافة الى حركة الحيوانات المختبئة و جذور النباتات التي تخترق التراب، فإن التربة غير المقلوبة تكون صلبة نسبياً ومضغوطة
.
الإنسان يمكنه أن يتعاون مع الطبيعة فيحسن قوام التربة بواسطة الحراثة و القلب لكي يسمح للماء و الهواء بأن يدخل الى التربة.
ثالثاً :نثر البذور
بالطبيعة ، قليل من البذور قد تنبت بسبب التنافس من قبل النباتات الأخرى و قد تكون الظروف غير ملائمة.
بتعاون الانسان مع الطبيعة، معظم اليذور قد تنبت عندما تنثر ضمن المسافة المثلى و الظروف الملائمة.
رابعاً: الري
في الطبيعة النباتات تعتمد على مياه المطر
يمكن للإنسان أن يضيف الى النباتات ما ينقصها من مياه وبخاصة في وقت الجفاف
خامساً: توازن الكائنات و الآفات
الطبيعة تحافظ على توازنها الدقيق عن طريق الضمان بأن عدد الكائنات المفترسة و فرائسها لا يطغى بعضها على بعض.
الإنسان يمكنه أن يشجع هذا التوازن و يدعمه، و بنفس الوقت يمكنه أن يحمي زراعته بالطرق الملائمة و الآمنة.
سادساً: المحصول النهائي
في الطبيعة ، قد لا يكون المنتج كافٍ او قد لا يكون بالحجم المطلوب
عندما يعتني الانسان بالأصناف التي يرغب بإنتاجها قد يحصل على الانتاج المرغوب و الكمية المطلوبة