17:01
2015-10-30
اعتبر الباحث المتخصص في شؤون التلوث البيئي د. شكري الحسن أن آلاف حالات الاختناق التي سجلتها مستشفيات البصرة خلال الساعات الماضية ناجمة عن تفاقم تلوث الهواء بالغازات الضارة المنبعثة من الحقول والمنشآت النفطية في المحافظة.
وقال الحسن في حديث صحفي، إن "حالات الاختناق الكثيرة التي سجلتها المستشفيات العامة في البصرة خلال الساعات الماضية ناجمة بما لا يقبل الشك عن ارتفاع معدلات تلوث الهواء في المحافظة الى معدلات خطيرة"، مبينا أن "الانبعاثات الغازية من الحقول والمنشآت النفطية تحمل معها الى الأجواء يوميا كميات هائلة تقدر بملايين الأطنان المكعبة من الهيدروكربونات النفطية المتطايرة، وهي تتفاعل مع ضوء الشمس وتتحول الى غاز ثنائي أكسيد الكبريت SO2 وأكاسيد النتروجين NOx، ومن ثم تذوب مع قطرات المطر فيكون المطر حامضيا (Acid Rain)".
ولفت الباحث والتدريسي في جامعة البصرة الى أن "المطر الحامضي عندما يهطل سرعان ما يتبخر، وتتحرر منه الغازات الضارة، وهو ما يؤثر سلبا على صحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى"، مضيفا أن "ما حدث في البصرة بالضبط هو أن أجواء المحافظة كانت مشبعة بالغازات الناجمة عن الصناعة النفطية، وعند هطول المطر بغزارة تحررت تلك الغازات بكميات كبيرة واختلطت مع الهواء القريب من الأرض تزامنا مع ارتفاع معدلات الرطوبة النسبية، ونتيجة لذلك شعر آلاف المواطنين، وأنا أحدهم، باختناق وضيق في التنفس".
وأشار الحسن الى أن "الغازات الضارة طالما انها قد تحررت فإن الأمطار التي تتوقع هيئة الأنواء الجوية هطولها على البصرة اعتبارا من يوم الثلاثاء المقبل من المستبعد أن يصاحبها تسجيل حالات الاختناق بزخم كبير، وذلك من منطلق أن الغازات التي كانت متراكمة في الأجواء قد نزلت مع الأمطار التي هطلت خلال اليومين السابقين"، مضيفا أن "ذلك لا يعني انتهاء تأثير الظاهرة على صحة المواطنين لأن الانبعاثات الغازية من الحقول والمنشآت النفطية مستمرة".
وكانت دائرة صحة البصرة أعلنت عن استقبال أقسام الطوارئ في المستشفيات العامة أكثر من 4500 حالة اختناق منذ الساعة التاسعة من مساء يوم أمس وحتى الساعة السابعة من صباح اليوم، وأكدت أن معظم المصابين غادروا المستشفيات بعد تلقيهم العلاج، وأن غالبيتهم يعانون بالأساس من الربو والتهاب القصبات الهوائية المزمن، وأرجع مدير قسم العمليات الطبية في الدائرة مصعب عبد اللطيف ما جرى بشكل مفاجئ الى "ارتفاع معدلات الرطوبة وانخفاض درجات الحرارة وتطاير الغبار من جراء الرياح العالية، إضافة الى عامل نفسي يتعلق بقلق بعض المواطنين على ممتلكاتهم الشخصية من جراء الأمطار الغزيرة".
يذكر أن المستشفيات العامة في البصرة عادة ما تشهد استقبال الكثير من المصابين بحالات الاختناق وضيق التنفس خلال فصل الصيف عندما تحل الرياح الجنوبية الشرقية المشبعة بالرطوبة العالية محل الرياح الشمالية الغربية السائدة، ولكن لم تشهد مستشفيات المحافظة خلال الأعوام الماضية زخما كبيرا في عدد المصابين بحالات اختناق من جراء هطول أمطار خلال فصل الشتاء، إذ انها حالة نادرة وغريبة تعددت تفسيراتها.
المصدر
http://www.waradana.com/news/iraq/40...B5%D8%B1%D8%A9