الجان :
اسم للجن وقيل أبو الجن ، خُلق من نار ، ثم خلق منه نسله . والجان : الجن ، وهو اسم جمع ، قال الله عز وجل في سورة الحجر: { والجانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ من نارِ السَّمُوم } ، وقوله في سورة الرحمن : { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ }.

الجِنّة :
بكسر الجيم وتشديد النون مفتوحة : طائفة الجن ، كما في قوله تعالى في سورة الصافات : { ولَقَدْ عَلِمْتِ الجنَّةُ إِنَّهُم لَمُحْضَرُونَ } ، وقوله في سورة الناس : { الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } .

الجِنّ :
جن الشيء يجنه جنا : ستره . وكل شيء ستر عنك فقد جن عنك ، وفي الحديث : جن عليه الليل ؛ أي : ستره ، وبه سمي الجن لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار ، ومنه سمي الجنين لاستتاره في بطن أمه . وجن الليل وجنونه وجنانه : شدة ظلمته .
قال الله سبحانه وتعالى في سورة الذاريات : { وَمَا خَلَقْتُ الجِنّ والإنسَ إلاّ لِيَعْبُدُون } ، وفي سورة النمل : { قَالَ عِفْرِيتٌ منَ الجنّ أنا آتيكَ به قَبْلَ أن تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ }.
والجِنُّ ضد الإنس ، والواحد جِنِّيٌّ ، سميت بذلك لأنها تتوارى عن الأنظار ولا تُرى .
والجن خلق من خلق الله منهم المسلمون ، ومنهم القاسطون والصالحون ، والفاسدون ، قال الله تعالى حكاية عنهم في سورة الجن : { وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا * وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا * وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا * وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا } .

قال ابن عبد البر : " الجن عند أهل الكلام والعلم باللسان منزلون على مراتب: فإذا ذكروا الجن خالصا قالوا: جني ، فإن أرادوا أنه ممن يسكن مع الناس ، قالوا: عامر والجمع عمّار وعوامر ، فإن كان ممن يعرض للصبيان ، قالوا : أرواح ، فإن خبث وتعزم فهو شيطان ، فإن زاد على ذلك فهو: مارد ، فإن زاد على ذلك وقوي أمره ، قالوا: عفريت ، والجمع: عفاريت والله أعلم

الشيطان :
لفظ الشيطان جاء مفرداً وجمعاً ، وقد ورد مفرداً في سبعين موضعاً ، وأما بلفظ الجمع فقد ورد في ثمانية عشر موضعاً ،
قال تعالى : { وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } ، وقوله تعالى في سورة الصافات : { وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ }
والشيطان في لغة العرب مشتق من شطن إذا بعد فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر وبعيد بفسقه عن كل خير .
وقيل مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار ومنهم من يقول كلاهما صحيح في المعنى ولكن الأول أصح وعليه يدل كلام العرب ..
قال سيبويه : العرب تقول تشيطن فلان إذا فَعل فِعل الشياطين ولو كان من شاط لقالوا تشيط فالشيطان مشتق من البعد على الصحيح ولهذا يسمون كل من تمرد من جني وإنسي وحيوان شيطاناً .
والشياطين : جمع شَيطانُ ، وهو كل عاتٍ متمرد سواء من الإنس أو الجن أو الدواب ، وعليه فالشياطين ليسوا سوى عتاة الجن ومردتهم .
قال تعالى في سورة الأنعام : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا }
والغيلان هي جنس من الشياطين تتراءى للناس وتتلون لهم ، ذكر ذلك النووي .
وفي مسند الإمام أحمد من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه واله وسلم - قال: ( وإذا تغولت لكم الغيلان فنادوا بالأذان... ) الحديث.
وفي فتح الباري : أخرج ابن أبي شيبة بإسناد صحيح أن الغيلان ذكروا عند عمر، فقال: ( إن أحدا لا يستطيع أن يتحول عن صورته التي خلقه الله عليها، ولكن لهم سحرة كسحرتكم، فإذا رأيتم ذلك فأذنوا) .

إبليس :
وقد ورد بهذا الاسم في القرآن الكريم إحدى عشرة مرة ، قال الله تعالى في سورة الكهف : { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا }
وورد بعضها في السنن ، ومن ذلك اسم ( خنزب – الولهان ) ، روى مسلم وأحمد أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي - صلى الله عليه واله وسلم - فقال: يا رسول الله: ( إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها عليّ ، فقال رسول الله - صلى الله عليه واله وسلم - : ذاك شيطان يقال له خنزب ...) الحديث.
وأخرج الترمذي وابن ماجه من حديث أبي بن كعب أن رسول الله - صلى الله عليه واله وسلم - قال: ( إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان ، فاتقوا وسواس الماء ).
قال الإمام السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن : أبوهم إبليس وكان اسمه أولا (عزازيل ) أخرج ابن أبي حاتم وغيره من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان إبليس اسمه عزازيل .
وأخرج ابن جرير وغيره من طريق الضحاك عن ابن عباس قال إنما سمى إبليس لأن الله أبلسه من الخير كله آيسه منه .

الرجيم :
وقد ورد هذا الوصف في مواضع متعددة من القرآن ، قال تعالى عن إبليس بعد رفض السجود لآدم كما في سورة الحجر : { قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } ، وقال عز وجل في سورة النحل : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } ، وقال سبحانه في سورة التكوير : { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ } .
فعيل بمعنى مفعول أي أنه مرجوم مطرود عن الخير ، قال تعالى في سورة تبارك : { وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ }
وقيل : رجيم بمعنى راجم لأنه يرجم بالوساوس . والأول أشهر وأصح .

الوسواس :
بكسر الواو الأولى مصدر وبفتحها الاسم وهو من أسماء الشيطان كما عند جمهور المفسرين وأهل اللغة ، قالوا : والوسواس من أسماء الشيطان ويحتمل أن يكون مصدرا وصف به الموسوس على وجه المبالغة كعدل وصوم أو على حذف مضاف تقديره ذي الوسواس . وقيل إن الوسواس الخناس ابن لإبليس .
وسْوس فلان: تكلَّم بكلام خفيّ مختلط لم يُبيِّنه - اعترته الوساوسُ .
ويقال وسوست النَّفْسُ : حدَّثتْ بما لا جَدْوى به ولا طائِل تحتَهُ ، قال تعالى في سورة ق : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ } .
وإذا رجعنا إلى المعجم القرآني ، نجد أن (وسوس) لها وجه واحد هو كما جاء في مفردات الأصفهاني : "الوسوسة : الخطرة الرديئة ، وأصله من الوسواس ، وهو صوت الحلي ، والهمس الخفي . قال الله تعالى: { فوسوس إليه الشيطان } [طه/120]، وقال: { من شر الوسواس } [الناس/4] ويقال لهمس الصائد وسواس."

والله اعلم