عن أبي إدريس العَبدي أو الخَوْلاني قال: جلستُ مجلساً فيه عشرون من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وإذا فيهم شاب حديث السِّنّ حَسنُ الوجه أدْعَجُ العينين أغَرُّ الثَّنَايَا فإذا اختلفوا في شيء فقال قولاً انتهوا إلى قوله فإذا هو معاذ بن جبل فلمّا كان من الغد جئتُ فإذا هو يُصلّي إلى سارية قال فحَذَف من صلاته ثمّ احْتَبَى فسكتَ قال فقلتُ والله إنّي لَأُحِبُّكَ من جلال الله، قال: اللهِ، قال: قلتُ أَالله، قال: فإنّ من المُتَحَابِّينَ في الله فيما أَحْسَبُ أنّه قال في ظِلِّ الله يوم لا ظِلَّ إلاّ ظِلُّهُ ثمّ ليس في بَقِيَّتِهِ شك يعني في بقيّة الحديث يُوضَع لهم كراسٍ من نُور يَغْبِطُهُم بِمَجْلِسهم من الرَّبِّ عزّ وجلّ النّبيّون والصّدّيقون والشّهداء، قال: فَحَدَّثْتُهُ عُبَادة بن الصّامت فقال: لا أحدّثُك إلاّ ما سمعتُ عن لِسان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَحَقَّتْ لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَصَادِقِينَ فِيَّ وَالْمُتَوَاصِلِينَ شَكَّ شُعْبَةُ فِي الْمُتَوَاصِلِينَ أَوْ الْمُتَزَاوِرِين'' رواه أحمد.