بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
بالدم والدمع بقي الإسلام نقيّاً
بعد مضي مدّة من الزمن على استشهاده الامام الحسين عليه السلام، في أرض كربلاء، أُعيد أيضاً رأسه الشريف ورؤوس الشهداء معه، بعد أن طافوا بها في الأرض، ونقلوها إلى أكثر من مصر من أمصار المسلمين، تحمل معها الأدلة الدامغة على أمرين اثنين:
الأمر الأول: أن المسلم لا يرتضي عيشاً في ظلِّ حالةٍ يسودها غضب الله تعالى.
الأمر الثاني: أن المسلم يستطيع أن يكون مرفوع الرأس باستمرار معتزاً بدينه وبإسلامه، حتّى وإن رفع هذا الرأس على رمح، حيث يظنّ رافعوه أنهم أسكتوه. ولكنَّ الله يقيّض للرأس القطيع لساناً ويقيض له عيناً، فيكون لسان زينب عليها السلام، ينطق نيابة عن رأس أخيها في الشام، وتقول: "فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا"(1).
ويقيّض الله للرأس القطيع عيناً تذرف الدمع من أجل أن يختلط هذا الدمع بالدم، فيكونا معاً رافدي نهر الإسلام، نقيّاً صافياً لا لَبْسَ فيه ولا غموض في أحكامه، ولا التباس في ما نهى الله عنه الناس، وفي ما أمر الله الناس.
----------------
1- مثير الأحزان، ابن نما الحلّي، ص81.