قمريٌ أنتَ أم أنتَ القمر ......... قُم تكلم فبِك أحتارَ النظرهكذا فِيكَ جمالٌ هكذا ............ تُوصِلُ القلبَ إلى حد الخطر
خَفَقَانٌ واضَطَرابٌ حَمِلُوا ........... حُسَنَ مَمَدُوحي إذا مِتُ الوُزر
في الليالي البِيضِ قَد قَابلتهُ .... وَعُيوني سألَت أينَّ القمر
هاجمَ الليلَ بوجهٍ مُشرقٍ .......... وعلى الليلِ سنا الوجهِ أنتصر
يا حنانٌ سمِحٌ في خُلقهِ ........... قُلي ما أنَتَ وهل أنَتَ بشر
تَنزعُ الأرَوَاحَ مِن أجسادها ........ دونَ أن تَتَرُكَ عيناك أثر
طرفُكَ السَّامجُ في بهمتِهِ .......... يَسرُقُ الرَوحَ فمن يدري الخبر
أنا والحُبُ كوَرَدٍ والندى ......... كُلُ صُبحٍ رَشحُهُ فيها أستقر
أنا والعُشقُ كعينٍ في المدى ...... سَافرت بين سرابٍ وَمَدَر
أنا وَالوَدُ كَقَطرٍ يَرَتَجِي ......... نَبَتَتَ الزيتُونَ مِن فَوقِ الحَجر
أو نَخيلٍ سامقٍ يشكُو الظمَى ....... أو كغصنٍ دابلٍ فيه ثمر
أو كشمسٍ حُرمِت أَشَراقَهَا .......... أو كنجمٍ تائهٍ وقتَ السَّحر
من تُرى يعلمُ إني والهٌ .......... فيداوينَي إذا الليلُ خَدَر
من تُرى يعلمُ إني عاشقٌ .......... كُلما يُسألُ وصلاً يُنتَهر
من تُرى يعلمُ أني مُتَعَبٌ .......... أنَهكَ الليلَ معي طُولَ السهر
ضحكاتي بسماتي موقفي ........... كُلَ قولٍ من فمي يُخفي الأثر
تَعشقُ البحرَ دمُوُعِي إذ لهَا ....... بينَ موج المِلحِ فيه مُستتَر
يَعشقُ العقلَ جُنُوني إذ لهُ ........ سبلٌ لَلِخلِ تَهدَى لوَ غَدر
ليسَ لي في العَيشِ قَصدٌ ومُنى ...... غيرَ من أهَوى فموتي لو هَجر
ولقد طُفتُ على حَضَرتِهِ............ صامتاٌ أُرسَلُ قولي بالنظر
با أميرٌ حُبُه في خاطري .......... حالهُ جَمراً وَجَمراً بل سقر
يا عليُ الذاتِ يا أولهَا ......... أعظمياتٍ وأعَلاَهَا أخُر
خُذُ حُرُوفي مُسكباتٍ مِن دَمي ........ ثُم صَيّرهَا لِنَعَلَيكَ مَدَر
خُذ بياني واقداً من لهفتي ....... ثم صيرهُ مديحاً للحجر
حجرٌ مَس ضَرِيَح المُرتضى ........... أُهدهِ عُمري وشعري والفكر
غَابطُ غازي نِعالاً دَقُهَا ........... في ثرى صَحَنِكَ بالفَجرِ نقر
كيف لا والملأُ الأعلى بهِ .......... زاحمت بالسعي أخيارَ البشر
كُلما تُشرف أمَلاكُ السما .......... خَدماً أرسَلَها رَبُ القَّدر
لعليٍ وعليٌ سِرهُ ............ ..... فَوقَ سَاقِ العَرشِ باللوحِ سَطر
وَلهُ في كُلِ نجمٍ سابحٍ ............ آيةُ كُبرى وَبَالنورِ صِوّر
وإلى كُلِ بَليغٍ مُصقَعٍ ............ . عن بليغِ القولِ مِنهُ مُنحَدر
بطلٌ ألوى على الموتِ يداً ........ لو يزيغُ الموتُ مِنهَا لنعَصر
كُلّمَا يَطَعنهُ الدّهرُ قَناً .......... سُنها في سابغِ الصَّبرِ إنكسر
قُل كفى هذا أميرٌ عندهُ .......... ينحني رأسُ عَتيقٌ وَعُمَر
وهُمَا من خيرةِ اللهِ وَمَا ......... وَجَدا فوقَ عليٍ مُفتخَر
كَذَبٌ هذا وموسى المصطفى ......... وعليٌ هو هارُونُ الخَبر
كَذَبٌ هذا ولولا حَيدرٌ ............ . جَيشُ طهَ يومَ بَدرٍ ما أنتصر
كَذَبٌ هذا ولولا حَيدرٌ ............ . لَعلا دِينُ ابَنَ وَدٍ وَانتَشر
كَذَبٌ هذا ولولا حَيدرٌ............ . ما لبنتِ المُصطفى كفؤٌ نظر
كَذَبٌ هذا ولولا حَيدرٌ ............ . يأسَ الأشَهادُ مِن دَفعِ سَقر
كَذَبٌ هذا ولولا حَيدرٌ ............ . ما دَنى المِيعَادُ وانَشقَ القمر
كَذَبٌ هذا ولولاهُ فَما ............ . خَلقَ اللهُ على الأرضِ بشَر
يا أميرٌ لو دَعَى نَجم السمَّا ....... وهو في سابِعِ أُفقٍ لحَضر
وَلَو اسَتوقفَ من أملاكِها .......... زُمراً أوقَفها اللهُ زُمَـر
لا تَظِنوا كَفَرَ العَبدُ إذَا …………………….قلتُ هذا فأنا صَعبُ الفِكر
فَلَكُ الجبارِ لو قال لهُ .......... حيدرٌ قِفَ عن مَسارٍ مَا أعتذر
ولو إسَتكشَفَ خافي عِلمهُ .......... سيدُ الأملاكِ جِبريلَ إنبَهر
ولو إسَتَوعَبَ ما يعلمهُ ........... صَدَرُ إسرافيلَ ذي الصُورِ إنفجر
مَا على حَيدرَ إلا أحمدٌ............ وعلى أحمدَ رَبٌ لِلقَدر
قَد سمَا الفضلُ فَجَازَ المُرتَضى ..... واستوى عِندَ النبي فَاستَقر
هَوَ من أدبهُ من عَلمهُ ............ والذي عَلمَ أسمى وأغر
إذ هُما إثنانِ عن ثالِثَهم ........ عَجِزت أرحامُ نِسوانِ البشر
حَيدَرٌ غنى فُؤادي حَاَءهَا .......... وَصَغى عَقلي إليها فَسَكَر
يَنجَلي هَمّي إذا مَا قِيَل لي ....... في هواهُ أبنُ زَينبَ قَدَ كَفر
وتَراني غَيرَ أني لا أرى .......... سابِحٌ في بحرهِ بين الدُرَر
وتَراني غَيرَ أني لا أرى .......... غَاصَ قلبي في هواهُ وانغمر
وَنتَزى طرفي إلى رَوَضَتهِ .......... فَرأى أعَجَبَ مَا يُغري البَصَر
إذَ رَأى الوَلَدَانَ وَالحُورَ بها ..... طَائِفاتٍ بكُؤوسٍ وثَمر
يَنثرونَ الدُرَ نَظمَاً سَاقِطَاً ........ في جِنَانٍ مِثَل ديِمَاتِ المطر
يَتَسابَقنَ بَأخنَاسَ الرَّنى .......... فيُملنَ الرُّوحَ مَا مَال الحِوَر
وتَصافَفَنَ غَواريِ البَهى ........... نَاظِريَن لِحَبيبٍ مُنتَظر
فَسألتُ الحُورَ من تَنتَظروا ........ وإلى مَن كُلُ هذا مُدَّخر
فَأجَابوا لِمُحبي المُرتضى ......... للذي حَبَ عَلياً وشَكر
حيدرٌ أفرَدَهُ اللهُ لَهُ ............ ليكُن سَيفَ قضاءٍ وقدر
قَد كَفَتَهُ ضَربةٌ في غَزوةٍ .......... عَملُ الثقَلِينِ فِيها مُختَصر
رَجَلٌ مِن فَرطِ مَا يَطَغى بهِ ......... في الوغى لو نَظَرَ الصَّخر إنفَطر
وَلَو إسَتَنجَدَ حَيداً مُدَرِعاً ......... قَلبَهُ رُعَباً مِن الَدُرَعِ ظَهر
مُدَرعاً لا لو دَعَى رَضَوى لهُ ........ لتَهاوى بينَ عَينيهِ وَخَر
قُل لِمَن يَمدحُ قَدرَ المُرتضى ....... في هواهُ خُذ مِن الشُركِ حَذر
فهَو من فَوق المَلاَ إذ أنهُ ........ واقعٌ بَيَن الإلهِ والبَشر
أمَا لو كَانَ سَوياً بَشراً ............ . ما لهُ قُرُصُ ذكاءٍ قَدَ سدر
أما لو كَانَ سَوياً بَشراً ............ . ما لهُ عن اللطمةِ والضلعِ صبر
ولما نادى الأمينُ في السمَا ...... لا فَتى إلا علي والفاروقُ فَـر
أما لو كَانَ سَوياً بَشراً ……………… ما إلى تَجهِيز سلمانَ حَضَر
وَلَما انَشقَت إلى فاطمةٍ .......... لِتَلدهُ الكَعبةُ وهي حَجر
وَلَما مَد ذُرَاعَاً مِن تُقَى .......... وعليهِ عَسكُرِ اللهِ عَبَر
وَلَما بل وَلَما بل وَلَما .......... لا أراهَا تَنتَهي أو تُختَصر
فهوَ خَيرُ الخَلقِ بَعِدَ المُصطفى ..... خيرُ من صام وصلى وذكر