فوائد الصلح:
حرية الجماعة الصالحة:
لم يستطع معاوية في حياة الإمام الحسن عليه السلام أن يقيد حرية الجماعة الصالحة خوفا من إعلان المواجهة المسلحة ضدَ حُكمِه، فكان لها دور في تحرُّك أوساط الأمة، وكان كثير من أعضائها البارزين يعترضون على معاوية، يكشفون عن الحقائق دون أن يعمل معاوية شيئاً.
رقابة الإمام الحسن:
تمتع الإمام الحسن عليه السلام بحرية كاملة في الاعتراض على معاوية وكشف انحرافه عن المنهج الإسلامي.
وقد قام خطيبا عليه السلام، ومعاوية جالس، فقال:
ﺃَﻳﱡﱡﻬَﺎ ﺍﻟﻨﱠﱠﺎﺱُ ﺇِﻥﱠﱠ ﻣُﻌَﺎﻭِﻳَﺔَ ﺯَﻋَﻢَ ﺃَﻧﱢﱢﻲ ﺭَﺃَﻳْﺘُﻪُ ﻟِﻠْﺨِﻠَﺎﻓَﺔِ ﺃَﻫْﻠًﺎ ﻭَﻟَﻢْ ﺃَﺭَ ﻧَﻔْﺴِﻲ ﻟَﻬَﺎ ﺃَﻫْﻠًﺎ, ﻭَﻛَﺬَﺏَ ﻣُﻌَﺎﻭِﻳَﺔُ.
ﺃَﻧَﺎ ﺃَﻭْﻟَﻰ ﺍﻟﻨﱠﱠﺎﺱِ ﺑِﺎﻟﻨﱠﱠﺎﺱِ ﻓِﻲ ﻛِﺘَﺎﺏِ ﺍﻟﻠﱠﱠﻪِ ﻭَﻋَﻠَﻰ ﻟِﺴَﺎﻥِ ﻧَﺒِﻲﱢﱢ ﺍﻟﻠﱠﱠﻪِ...
وهكذا بيّن الإمام عليه السلام إحدى الحقائق الأساسية وهي عدم أهلية معاوية للخلافة وكذب مُدَّعَياتِه، وأكّد إمامة أهلِ البيت عليهم السلام ونفى الشرعية عن حكم معاوية فلم يخاطبْه إلا باسمِه.
تشخيص الخليفة الحق:
وفي خطاب آخر وضع عليه السلام منهجاً لتشخيص الخليفة الحق وبيَّنَ انحراف معاوية عن المنهج السياسي الإسلامي،
فخاطب معاوية أمام جمهور من المسلمين بقوله عليه السلام:
ﺇِﻧﱠﱠﻤَﺎ ﺍﻟْﺨَﻠِﻴﻔَﺔُ ﻣَﻦْ ﺳَﺎﺭَ ﺑِﺴِﻴﺮَﺓِ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠﱠﱠﻪِ, ﻭَﻋَﻤِﻞَ ﺑِﻄَﺎﻋَﺔِ ﺍﻟﻠﱠﱠﻪِ.
ﻭَﻟَﻌَﻤْﺮِﻱ ﺇِﻧﱠﱠﺎ ﻟَﺄَﻋْﻠَﺎﻡُ ﺍﻟْﻬُﺪَﻯ ﻭَﻣَﻨَﺎﺭُ ﺍﻟﺘﱡﱡﻘَﻰ.ﻭَﻟَﻜِﻨﻚ ﻳَﺎ ﻣُﻌَﺎﻭِﻳَﺔُ ﻣِﻤﱠﱠﻦْ ﺃَﺑَﺎﺩَ ﺍﻟﺴﱡﱡﻨَﻦَ, ﻭَﺃَﺣْﻴَﺎ ﺍﻟْﺒِﺪَﻉَ, ﻭَﺍﺗﱠﱠﺨَﺬَ ﻋِﺒَﺎﺩَ ﺍﻟﻠﱠﱠﻪِ ﺧَﻮَﻟًﺎ(عبيداً), ﻭَﺩِﻳﻦَ ﺍﻟﻠﱠﱠﻪِ ﻟَﻌِﺒﺎً, ﻓَﻜَﺄَﻥْ ﻗَﺪْ ﺃُﺧْﻤِﻞ(أخفي) ﻣَﺎ ﺃَﻧْﺖَ ﻓِﻴﻪِ, ﻓَﻌِﺸْﺖَ ﻳَﺴِﻴﺮﺍً, ﻭَﺑَﻘِﻴَﺖْ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﺗَﺒِﻌَﺎﺗُﻪُ.
تحدي الحكم الأموي :
وفي داخل البلاط في عاصمة الأُمويين أراد معاوية وبعضُ رجال الحكم انتقاصَ الإمام الحسن عليه السلام بالخطاب, فلما أكملوا كلامَهم،تكلم الإمام عليه السلام متحديا الحكم الأموي في عُقر دارِه وقال:
يا معاوية...شتمتني وسببْتني فُحشاً منك, وسوءَ رأيٍ, وبَغياً وعُدواناً وحسداً علينا, وعداوةً لمحمدٍ قديماً وحديثاً...
وأنك يا معاوية وأباك من المؤلّفة قلوبُهم: تُسِرّون الكفر، وتُظهرون الإسلام، وتُسْتَمَالون بالأموال
ثم بيَّن فضائلَ أبيه أمير المؤمنين علي عليه السلام، ومساوئَ أعدائه، فابتدأ بمعاوية وأبيه ثم ابنِ العاص، والوليد بن عقبة، والمغيرة بن شعبة ثم خرج.
فقال معاوية:
والله ما قام حتى أظلم عليَّ البيت، قوموا عني، فلقد فضحَكم واللهِ وأخزاكم.
وللكلام تتمة
يتبع ...
المسير نحو كربلاء (6)