الأنترنت جعل من العالم قرية صغيرة . وإمكانية الأتصال بالأشخاص في كل أنحاء العالم بات يسيراً ، فكان من نتائج ذلك علاقات وصداقات جمى . وما أحاول ذكره هنا يدور حول صداقات النت ونتائجها الإيجابية . فقد تعرضنا كثيراً للسلبيات منها ، فلابد من الأنصاف هنا بذكر بعض الإيجابيات والتي ستكون بشكل أجوبة على بعض الأشكالات .
وللسهولة على المتلقي ( القارىء ) ولفقر ثقافة الكاتب ( jawad980 ) سنكتب ذلك بشكل نقاط ( أسئلة ) والأجابة عليها بأختصار ؛
بعض الأشكالات الواردة على علاقات الأنترنت ... ومحاولة الأجابة عليها ... بأختصار ؛
الأشكال الأول :
__________
لا يمكن الوثوق بشخص تعرفه أفتراضياً ، مجرد أسماء وراء ستار ! فهو أشبه بالسير بالظلام .
نناقش ذلك من عدة وجوه :
الوجه الأول : هل كل معرفة أفتراضية هي وهم ! أم كل الأسماء التي وراء ذلك الستار هي مصنفه للشر ولا يسودها الخير والنية الحسنة ! إن كنت ترى ذلك فأنت مصداق للآية الكريمة " قل كل يعمل على شاكلته " و رؤيتك هي مخطئة أكيد .
الوجه الثاني : حتى لو كان الأمر أشبه بما ورد " سيراً في الظلام " وهو تشبيه بعيد وغير صائب ! فلا بأس بالسير بالبصيرة الخالصة لأن ساعتها ستكون الأرض مستويه ، وخالية من العثرات لصفاء النيه . كما إن الطريق مناط بالشخص نفسه وهو حر بالأختيار بين السير بطريق منير ومستوي أو مظلم ومتعثر فـ ( إنَّا هديناه ُ النجدين فأما شاكراً وأما كَفُورا ) .
الوجه الثالث : وضع الثقة في غير محلها له مساؤ كبيرة وسلبيات واضحة ومشاكل لا تحمد عقباها ، طيب ما يحدث من هذه الأمور أين على الأغلب يكون ؟ هو أكيد في عالمك الواقعي . فالخيانة الزوجية مثلاً ، لا تحدث أفتراضياً وكذلك معصية الوالدين مثلاً هي من الذنوب الكبيرة والممهلكة للمرء لا تحدث بالعالم الأفتراضي بل هي من أكبر مساؤ العالم الواقعي المرير .
الأشكال الثاني :
____________
حدوث الكثير من حالات السرقة والأستغلال والأبتزاز بالعالم الأفتراضي ( الأنترنت ) ، و وجود ضعاف النفوس بكثرة - شياطين بوجوه ملائكة .
من عدة وجوه .. يُناقش ذلك أيضاً :
الوجه الأول : هل حالة السرقة المقصودة هنا و الأستغلال والأبتزاز - محصوره بالعالم الأفتراضي ! بل إن العالم الذي نعيشه هو بحد ذاته أكثر شموليه لما ذكر هنا من سلبيات فما أكثر وأكثر الأمثلة . فأرض العالم الواقعي هي أكثر خصوبة لذلك الزرع السيء .
الوجه الثاني : حسناً هنا سنتكلم بصراحة - ربما تكون جارحة أو مؤلمة - ولكن لطالما كان العلاج مؤلماً ومرالمذاق . حالات السرقة والأستغلال والأبتزاز التي تحصل ما هي مقدماتُها ؟ على فرض إن هنا جريمة حصلت وسنُحقق بها .. معاً دُرر ؛
ما سبب السرقة التي حصلت هنا أو الأستغلال أو غيرة ؟
___________________________________________
١- أهمال صاحب المادة المسروقة - على مختلف كينونتها - وعدم صيانتها ومعاملتها بتلك الأهمية التي تستحُقها وخاصة تلك الكنوز عند الجنس اللطيف ( النساء ) ربما أكثرها قيمة هو ذلك التاج المميز ( الشرف ) والذي تضيع الكثير من الأشياء بضياعه ! وليس معنى هذا إن الجنس الآخر ( الرجال ) ليس عرضه هنا لفقدان كنوزهم ، ولكن يبقى ما يحدث للنساء أكثر أهمية من هذه الناحية .
٢- حاجة السارق - مع التطور الحاصل وهذا ألكم الهائل من المتطلبات النفسية ، لذلك دائماً ما يبحث المرء عما يسد حاجته من ذلك الشغف وحب المخاطرة ، ليتطور الأمر الى إيذاء الآخرين ، سواء بقصد أو بدونه . فالضرر حاصل بكلتا الحالتين .
٣- غياب الوعي الثقافي الديني - طبعاً مجرد وجود كلمة " دين " في أي موضوع لا يحبذها الكثيرون للأسف . ربما يأخذون بما ذُكر من إن - الدين أفيون الشعوب - ولكن ، لا مناص لهم من الأعتراف أخيراً بإن صاحب الدين أفضل بكثير من صاحب الثقافة المزعومة الفارغة . ولو أضطر - أي شخص ما - بإن يثق بأحدهما ، فأنه سيلجأ للأول أكيد . ولكن يبقى العلاج مراً ! والجميع أو الأغلب - تنزلاً - يرفضه ، رغم كونه علاج ! .
طيب .. أرجع للنقاط الثلاثة الأخيرة وأنظر . في أي عالم تحدث أكثر ! الجواب البديهي هو .. إن العالم الواقعي هو أشد حضوراً هنا وهو الحاضن المثالي لها لو صح التعبير . فلما كل هذا النفور من العالم الأفتراضي الجميل !
ربما أطلت عليكم أحبتي . ولكن غايتي هنا القول بأن صداقات النت هي صداقات لا تقل أهمية عن صداقات العالم الواقعي بل هي بمستواه ، فضلاً عن كونها أفضل في بعض الحالات .
أضف الى ذلك الفائدة الكبيرة التي تحصل للفرد في ذلك العالم الأفتراضي من الأرتواء الثقافي والمعلوماتي الكبير لنا - لا أحد يستطيع أنكار ذلك - فالأحتكاك بالمثقفين لا يولد غير شعلة من الثقافة المتوهجة والتي تنير طريقنا . وقد حصل لي ذلك شخصياً هنا بحتكاكي بهولاء المثقفين ( وخاصة بالدرر ) على سبيل المثال ، لا الحصر .
كما أني تعرفت بأصدقاء هنا أحبهم وأشاركهم أسراري حتى الخاص منها ، وأسعد بالحديث معهم وأنزعج لغيابهم ، و أتواصل معهم في العالم الواقعي - لو صح التعبير هنا - بصراحة لم يعد لي القدرة عن الأستغناء عنهم .
ولو تكلمنا بشكل عام ، فأن هناك الكثير من الصداقات أو قل العلاقات العاطفية من العالم الأفتراضي فرضت نفسها على العالم الواقعي ، لتنتهي بعقد قران وحياة سعيدة .
الفقير : جواد الزهيراوي