الساحرة : حين ذكرتني بمخزون حروفك و ذكرتك الساحرة
لم تكن لتقطع مسافة لتسمع قصتي مع الألم
و الحزن اريدك ان تسمع صمتي بين حروفك ياعراف
و تكتبني قصائدا شعرا حتى انسى ألمي
العراف : و لكن للحياة منطقها و قليلا ما تسألنا عن
رأينا فيما تريد فعله
هل ساخضع لنفس المتاعب حتى اصبح مثلك
و يبقى الحلم و الإصرار على الحق في الحياة
شعرت انك بخطى ساحرة تقترب نحوي
فأركض لأبتعد عنك و لكني في كل مرة
كنت ازداد قربا
إقتربي بالقدر الذي تشائين
لا تجدين إلا تلك المدن التي بنيت اسوارها
بحقيقة احزانك و ألمك ايتها الساحرة
الساحرة : أكتب ما تشاء ايها العراف
لا اتذكر إلا الووجه النقية و الطاهرة
التي منحت كل ما تملك من القلب و الروح بسخاء
و غضت الطرف عن بعض الحماقات الصغيرة مني
لأن الساحرة مشاغبة آحيانا
الأيام وحدها الشاهدة علينا
و فرصتنا تزداد إتساعا لضرب أجمل موعد مع الحياة
و أي قلب من لم يهتز لهذا النور
عندما يمتلئ القلب لا اكتم صرختي
ماذا تريد ان أفعل و العمر يركض و أنا لم افعل شيء
بقي سرا لا أستطيع أن ابوح به
كم يقتلني راحة بالك و هدوؤك
إن كنت ترى غير ذالك قل لي
و حياتك اتعبتها من أجلي
و اطرح ألف لماذا فعلت بعمرك كل هذا
امن أجل الساحرة المتألمة
و أنا اضع يدي على قلبي على أن تفاجئنا الدنيا
بأحزان أخرى أكثر حدة من التي تخلصنا منها
العراف: هذا يكفي أرجوك ايتها الساحرة
العراف لم يبقى له إلا هذا النغم الذي يتغنى به طول الليل
اكتب و سأكتب لا أمل من الذي غاب فجأة
لكن يحدث معى هذا حين غيابك
احس باشجانك حتى عندما تريدين كتمها
هذا الجو يسحرني
الحلم و الجنون و الألم و الأبراج متشابهان
أعرف جيدا ان الإنسان يدرك ان به أمكنة عليه
حفرها لوحده و زورايا مظلمة لا احد غيره قادرا على إكتشافها
و العراف معك يشعر دائما أنه يكتشفك من جديد
الساحرة : عندما أخرج من هذه السعادة سابكي
بالرغم أن الساعادة على الأبواب
و لكنني سارحب بها و أجلسها
على مكان هادء كي تستريح
و ما تمكث حتى تقول لي ليس هذا العنوان الذي أبحث عنه
اتوفق للأسف انا من يتردها
اعتذر
و طول الصبيحة نمت نوم أطفال
لأصحوا على كلماتك التي تطلب مني دائما
إستئناف الكلام و الإستمرار في الحياة بكل ما تحمله الدنيا
من ألم و حزن متحديا كل ما يعترض حلمي كساحرة
و كإمرأة تدق ناقوس الغياب و الحضور
العراف : أصداء امك ياساحرة صيحاتها تحفر ذاكرتك المتعبة من
الدواء و تعذبك كلما تتتذكرين ذالك النظام الصارم كل صباح
كما تذكرك الحياة أنك مازلت هنا
و عليك ان تعيشي بما تبقى من العمر
و لكنك تحاولين النسيان تنامين طويلا ثم تستيقظين هادئة
بعد حلم و في قلبك أشياء أخرى
و لكنني اشعر بخوف من احتراق الأشياء الجميلة
التي جمعتنا في مدينة لم نكن نعلم أنها تخبئ لنا أجمل المواعيد
و أحلامها
إن لم تفهمي ما أعيده عليك
سيكون شرحه مبهما في الحلم تذكري جيدا
فنحن لن نخسر شيئ
و تريدين أن تكوني انت و تعيشين مثلما تشتهين
و أن حريتك مرهونة
بالخلاص من المعضلة التي لم تعد مقنعة و لكنها
مثل الدواء المر تشربيه كي تتحرر من المرض
فأقول شفاك الله ايتها الساحرة
إن الشفاء يزحف نحو جسدك و يمنحك راحة
و فرصة العيش في هناء بابسط الأشياء
اللتي ترغبين فيها
الساحرة : لا ادري إذا كنا على نفس الموجة
و لكني عاجزة على أن أكون أنا
اخشى ان تتعب حياتك معي
و صار ما يحدث لنا مثل الطقس الضروري
شيئ مبهم كان يملأ حياتنا لم نكن قادرين
على فهمه و لا على مقاومته
و احيانا يجرنا الى أماكن لم نكن نعرفها
اقبل أن ادفع الثمن في صمت و لكن أرجوك ايها العراف
لا تحمل أكثر من هذا الشغف
و لا تحمل شقاء انت إخترته من أجلي
عتابك يعذبني و بعدك عني
يوحي انك سرقت مني جزء من قدري
تختار قدري و تستدرجني الى محاكمتك
ألم تكن أنت من إرتكب هذا الخطأ
ضد نفسك و ضدي و اصبح الوجع وجعان
و كلامك عن نفسك و ألمك يحييني و يقتلني في نفس الوقت
و سأسجن إذا إستمريت على هذه الحالة
خيارتي اصبحت الآن معدومة أمام عنادك
و من الصعب إقناعك على ان تكف على إذاء نفسك
و ان تتحمل ما ليس لك
هكذا هي حيرتي أيها العراف
العراف : ايتها الساحرة أرجوك لا تطلبي مني المستحيل
اقول لكي لن اكف عن هذا ما دمت على قيد الحياة
و اقولها لأنني لا أملك غير ذالك
هل يعقل على أن أتحايل معك و اتحايل مع نفسي
اكتفي بفعل ذالك من بعيد و هذا الشيئ الوحيد الذي أتقنه
اعرف أنك ستقولين أنت مجنون
اقول لك إن الحياة اصبحت ليست ملكي
بل هناك من أمنحه بلا ثمن و لا مطمع نفس
جزء من وقتي و حياتي
و واقعي كي يتيح لي الكتابة عن ألم مشترك
الساحرة : يابختك ما اقسى قلبك علي و على نفسك
انت تؤذيني بإهتمامك بي الى هذه الدرجة لن أغفر لك
شعرت بخيارتك من المحيط الذي يعاتبك على خياراتك
الحياتية و تحملت جزء لم يكن يعنيك أبدا
انا على الأقل متعودة عليه منذ سنين
ارجوك ايها العراف لا تلومني على ما أكتب
وعن ردي لا اقول لك شكرا
فأنا أعرف عواطفك و أعرف ما تعانيه من أجلي
و لا تسألني على إهتمامي بك
ارجوك حتى اقول لك أن كلمة شكرا
لو ارددها ملايين المرات لا تكفي
كن كما اشتهيك ان تكون
تمنيت ان اكتب أكثر من هذا
و ها أنا أكتب و لست راضية عما أكتب
لأنني مهما كتبت لا تنتهي الكلمات في حقك
أيها العراف .......... كثيرااااااا
العراف : إغفري لي هذا الأسلوب المرتبك و الذي يشبهني
في كل تفاصيلي
ليست هذه لغتي
و لكني لم أجد سبيلا آخر للصراخ
في وجه صمتك إلا هذه الكلمات القليلة التي
قالت ما لم اشته قوله
ساحرتك الحزينة و المشاغبة دوما
التي تتمنى ان تستيقظ عن غفوتك
و ان لا تدعو عن نفسك
ههههههههههه سألتها في ذالك المساء و انت تحضرين حقيبتك للسفر
خفت عليك و فكرت عما يدور في راسك و اخاف ترتكبي
شيئ في نسفك كي يعود ذالك الألم و الوجع
واعدك ان لا اتركه مهما كان الأمر
قلت كم انت عنيد ايها العراف
و كم أنت عنيدة ياساحرة
هل ستشاركني حتى في عنادي
ههههههههههه
نحتاج الى شيئ من العزلة لنتمكن من البحث في أعماقنا
هل ما زل العراف بجانب الساحرة
يشاركها في مشاغبتها و حزنها و ألمها
و بسمتها
سأعيش بهذا الوعد و هذا يسعدني
هل فهمتي
الساحرة: أعرف انك عنيد إن هذا سيتعبني و يتعبك
و سأكون معك و مع نفسي في هذه المحنة
إذن اعذرني لقد تعبت و اتعبتك معي
اعرف جيدا انك اتخذت قرار لن تتراجع عنه
اعطي لنفسك بعض الوقت لمعرفته على الأقل
هل فكرت في ضخامة الألم و المسؤلية التي ستتحملها من أجلي
العراف : قراري أتخذته إذا غيرت رأي
ستجديني جسدا امامك
و أي مسؤولية و هل تضني ان صحتي اقدس من عافيتك
هكذا و بكل بساطة أتخذت قراري
ستكون اجمل قرار أتخذته في مسيرتي
و لا ضرر في ذالك
كل الزمن الذي مضى لم افكر في شيئ غير ذالك
الساحرة : فكرت جيدا تعبت و اتعبتك معي
يبدو اننا نفكر بنفس الطريقة
و لهذا من الصعب
إقناعك و إقناع نفسي
العراف : هههههههههه حتما ستعودين الى حالتك الطبيعية
و ستهدأ في خاطري
هذه هي الساحرة قلبها طيب
تذكرت جملتها و لا ادري مالذي ذكرني بها
(لم ابكي و لكن رغبت في ذالك كبيرة )
اعرف اننا اعطينا قيمة للدنيا أكثر مما تستحق
و هل هناك مخرجا آخر
ما يهمني هو ما يجمعني بك بدءا
من هذه اللحظة و كنت متمسكا في كلامي
إفتقادك و غيابك لم يكن سهلا
ستعود التساؤلات القديمة
التي لا تنتهي
لأنني سأحتج عن نفسي و على طيبتك
التي لم أكن قادرا على مقاومتها
هل هي العلامات الأولى للجنون
لم اسأل نفسي كثيرا
على ان تقودني أسئلتي نحو اللحقيقة المرة
التي ظللت طول الأيام أتفادها
لا أنا تركتها و لا هي تركتني
الساحرة: ماذا اقول لك أنا أنتظرك في هذا المكان المعتاد
حيث أرى الجميع
و لا احد يراني
سوى ان القلب بدأ يخسر قوته
و اني ادركت متأخرة انني ادمنتك
عفوا جننت ههههههههه
لا شيئ سوى اني و خلوتي ما
قتلت نفسي ثم أقتلك أنت
كنت حاضرة في مساحة من الغياب الداكن
لم أعد أتحمل البعد و الغياب
ايها العراف سرقت مني ألمي و وجعي و إرادتي
كمان
العراف : الألم كان قويا لكن خيارتي كانت محصورة بين ألمي
و إلتباساتي معك
التي لم أملك حيالها أي جواب مقنع
إبتدأ من هذه اللحظة اصبحت المسالك واضحة
و اصبح بإمكاني إنخاذ أي قرار
الساحرة عادت
اضع إكليل من الورد كي تكمل تعويذتها
بعد الغياب
و تقول يسعد مسائك