أفرغت حقيبة يدها على السرير لتُعيد ترتيب محتوياتها، وتتأكّد أنّ تذكرتها بينها.
ما دُمت تملك تذكرة العودة، فأنت غنيّ بحرّيتك، يكفي أنّ بإمكانك صفق الباب والعودة من حيث جئت. شعرت بالتعاطف مع المغتربين الذين، عند المصاب، يجدون أنفسهم لا يملكون ثمن عودتهم. لكن أفقر منهم من لا يملكون لعودتهم وجهة.
كلّ تذكرة سفر هي ورقة يانصيب، تشتريها ولا تدري ماذا باعك القدر. رقم الرحلة.. رقم البوّابة.. رقم مقعدك.. تاريخ سفرك.. ما هي إلّا أرقامٌ تلعب فيها المصادفة بأقدارك، يمكن لرحلة لم تحسب لها حسابًا أن تُغيّر حياتك أو تودي بها، أن تفتح لك الأبواب أو توصدها، أن تعود منها غانمًا أو مفلسًا، عاشقًا أو مُفارقًا. أما هي، فكانت تعود وهي كلّ هذا دفعة واحدة!
لقد اشترت بأغلى تذكرة كلّ هذا الخراب الباذخ.
" الأسود يليق بك "
احلام مستغانمى