لم يكتب القدر للعالم العربي أن يكمل سيد درويش إبداعاته الموسيقية، فصاحب الثورة الموسيقية الأبرز في القرن العشرين رحل عن عمر 31 عاماً فقط، وأصعب ما يمكن تصوره في رحيل درويش المبكر أنه حرم العالم العربي من لقاء مرتقب مع أم كلثوم.
لكن درويش ليس الراحل الكبير الأبرز في سن مبكرة، ثمة نجوم ولو كانوا أقل شانا منه حرمنا الموت إبداعاتهم.
أبرز هؤلاء النجوم:
عمر خورشيد
بحادث سير قيل عنه الكثير بين المُدبّر أو المُقدّر، رحل أشهر عازفي الغيتار الكهربائي عن العالم في سن الـ36 فقط.
عمر خورشيد الذي أسر قلوب المراهقات في إطلالته، كان يتمتع بكاريزما وشخصية محببة من الجميع.
وعزف الشاب المتعدد الزوجات خلف أم كلثوم وفيروز وعبد الحليم وفريد الأطرش.
رشحته "الست" للعزف على المسرح معها، وقيل إن خطوتها تلك كانت لسحب خورشيد من فرقة عبد الحليم حافظ، خاصة أن الانقلاب الموسيقي الذي أحدثه الموسيقار عبد الوهاب مع "ثومة" كان يتطلّب إضافة آلة الغيتار الكهربائي من اللحن الأول الذي قدمه لها "أنت عمري".
عُمر خورشيد الصغير لم يمنعه من خوض غمار السينما وحتى الإنتاج.
أسمهان
خلّدت اسمهان اسمها ورحلت عن عمر 27 عاما فقط.
أسمهان، التي أثارت زوبعة من النقاش في عالم الفن العربي، لا تزال تحتل مساحة كبير لدى محبي الطرب الأصيل، ورحيلها المدبّر بجريمة اغتيال، حياتها العاصفة والمجنونة، كل شيء كان مثيرا في المطربة التي يعتبر بعض النقاد أنها كانت الوحيدة التي تهدد عرش أم كلثوم.
ذكرى
كأن الفراغ الذي خلّفته تلك المطربة التونسية ذكرى أكبر من وقع الموت نفسه الذي باغتها بجريمة.
الفنانة التي رحلت عن عمر 37 عاما فقط، كانت قاب قوسين من تسيّد عرش الطرب العربي الحالي، فصوتها كأنه أتى من مرحلة ما يسمى "الزمن الجميل"، أداء قوي ومتين وقدرة على الغناء بكل الأشكال الحديثة منها والطربية الثقيلة أيضا.
رحلت ذكرى بجريمة قتل على يد زوجها الذي انتحر أيضاً.
حسن علاء الدين
بسكتة قلبية رحل المسرحي اللبناني وهو يبلغ من العمر 37 عاماً فقط.
حسن علاء الدين الذي شكّل ظاهرة مسرحية لبنانية كبيرة، شاهد مسرحه "المسرح الوطني" يحترق أمام عينيه خلال الحرب الاهلية في عام 1975.
ذاك الأثر الذي تركه احتراق المسرح لم يمنحه الوقت الكافي لتقديم المزيد.
علاء الدين كان في مرحلة التوسّع العربي ولا سيما مع مصر حينها، من خلال شركة إنتاج كان يعدها بنفسه تعاون فيها مع نيللي وغيرها من الممثلين المصريين لتقديم أعمال سينمائية، ويقال لتقديم أعمال مسرحية أيضا، لكن القدر كان أسرع من شوشو بكثير.
عماد عبد الحليم
شكّل صوت عماد عبد الحليم بالنسبة لملحنين كثر مساحة عوّضت نوعاً ما غياب "عبد الحليم حافظ".
ذاك التصنيف لم يأت من النقاد فحسب، بل من "العندليب الأسمر" شخصيا، حيث قابله، وكان عمر عماد 12 سنة فقط، ثم تبناه وأشرف على مسيرة تعلّمه الموسيقى والغناء.
الانباء