3- حقيقة معاوية
كان للصلح دور كبير في كشف حقيقة معاوية ونواياه الخفية.
فبعد أن استلم معاوية زمام الأمور، لم يتمالك نفسَه حتى كشَف عن سريرتِه ومكنوناتِ أهوائِه، ولم يَلتفتْ إلى الآثار المترتِّبة على هذا الكَشْف.
فأعلن لأهل العراق عن أهدافه الحقيقية، وهي تتلخص في الوصول إلى قِمة السلطة.
فبعد أن وقع الصلح مع الإمام المجتبى عليه السلام وحلف بالوعد، خطب بالناس قائلا:
"إني والله ما قاتلتُكم لتُصَلُّوا وتصوموا ولا لِتَحِجُّوا، ولا لِتُزَكُّوا، إنكم لَتفعلون ذلك، وإنما قاتلتُكم لأتأمَّر عليكم، وقد أعطاني اللهُ تعالى ذلك وأنتم له كارهون.
ألا وإني كنت منيّتُ الحسن وأعطيتُه أشياء، وجميعُها تحت قدمي لا أفي بشيء منها".
شرح النهج لابن أبي الحديد ج16 ص15
هذا التصريح قد كَشَفَ عن الوجه الحقيقي لمعاوية كشفاً لا يُمكن بعد ذلك التستر عليه بتزوير الأحاديث، وتحريف الوقائع، ولا مجال للتأويل والاجتهاد.
القيادة الحقيقية:
بإنكشاف نوايا معاوية استطاع المسلمون تشخيص القيادة الحقيقية عن القيادة المزيَّفة وانكشفتْ لهم طبيعة الصراع القائم، فهو ليس صراعاً بين قبيلتَيْن أو شخصَيْن، وإنما هو صراع بين منهجَيْن:
1.منهج الإستقامة الذي يُمثِّلُه أهل البيت عليهم السلام
2.ومنهج الإنحراف والجاهلية الذي يُمثِّلُه الأُمَوِيُّون.
وكان هذا فرصةً للجماعة الصالحة لتبيان الحقائق وإقناع الأمة بمخططات معاوية التخريبية النابعة من أهوائه.
وللكلام تتمة...
دمتم برعاية الإمام
يتبع....
المسير نحو كربلاء (4)