الشهيد البطل احمد زبانة اول شهيد بالمقصلةأحمد زبانة (اسمه الحقيقي: أحمد زهانة)، ولد سنة 1926 في زهانة على بعد 32 كم من وهران. هو شهيد جزائري نشأ وسطعائلة متكونة من ثمانية أطفال وهو الرابع بين إخوته. تم الحكم عليه بالإعدام في 21 أبريل1955 من المحكمة العسكريةبوهران وتم تنفيذ الحكم في 19 يونيو1956 في حدود الساعة الرابعة صباحا بواسطة المقصلة وكان أول من ينفذ فيه هذا النوع من الإعدام. وكان لهذه العملية صداها الواسع على المستوى الداخلي والخارجي، فعلى المستوى الخارجي أبرزت الصحف، صفحاتها الأولى صورة زبانة وتعاليق وافية حول حياته. أما داخليا فقد قام في اليوم الموالي أي 20 يونيو1956 جماعة من الفدائيين بناحية الغرب بعمليات فدائية كان من نتائجها قتل سبعة وأربعين شخص متهم بالعمالة وإعدام سجينين فرنسيين.
قال الحقوقي والمناضل السابق في الحركة الوطنية، عمر مزيان، أمس الثلاثاء بوهران، بمناسبة إحياء الذكرى 56 لإعدام الشهيد أحمد زبانة، إن المقصلة توقفت مرتين وببضع سنتيمترات فوق رقبة زبانة واضاف "رغم تعطلها مرتين، إلا أن وزير العدل إذ ذاك، فرانسوا ميتران، أصر على تكرار العملية حتى تنجح".
أكد عمر مزيان، وهو مناضل أيضا في الحركة الوطنية أن ما جرى في قاعة الإعدام لزبانة كان "مجموعة من الأخطاء القانونية المتعمدة"، وفصل يقول "إنه أقبح تجاوز قانوني في العالم".
وأوضح مزيان أن إجراءات إعدام أحمد زبانة بالمقصلة في 19 جوان 1956 بسجن بربروس تضمنت "مجموعة من الأخطاء القضائية المتعمدة.. أول خطأ قضائي ارتكب بعد محاولة أولى لتنفيذ الإعدام عندما توقفت المقصلة على بعد سنتمترات من رقبة الشهيد زبانة وأن ثاني خطأ قضائي كان إثر محاولة ثانية فاشلة لإعدام زبانة".
وأشار مزيان أن تنفيذ عملية إعدام زبانة تعد خرقا للقانون، الذي يحرم كل عملية تنفيذ إعدام بالمقصلة عندما تتعطل أثناء العملية.
وأكد المتحدث قائلا "لقد تم تنفيذ هذه الجريمة بأمر من فرانسوا ميتران، الذي كان آنذلك وزيرا للعدل، وقال أنه يجب مواصلة العملية".
وقال أحد المحكوم عليهم بالإعدام خلال المحاضرة إن زبانة قال لجلاديه وهم يجرونه إلى قاعة الإعدام "لن توقفوا الثورة الجزائرية بهذه القطعة من الحديد، بالعكس إنكم ستشجعون أكثر آلاف الجزائريين. ستكون الجزائر حرة. لقد دخلتم بالقوة وستخرجون بالقوة".
رسالة زبانة
” أقاربي الأعزاء، أمي العزيزة : أكتب إليكم ولست أدري أتكون هذه الرسالة هي الأخيرة، والله وحده أعلم. فإن أصابتني مصيبة كيفما كانت فلا تيئسوا من رحمة الله. إنما الموت في سبيل الله حياة لا نهاية لها، والموت في سبيل الوطن إلا واجب، وقد أديتم واجبكم حيث ضحيتم بأعز مخلوق لكم، فلا تبكوني بل افتخروا بي. وفي الختام تقبلوا تحية ابن وأخ كان دائما يحبكم وكنتم دائما تحبونه، ولعلها آخر تحية مني إليكم، وأني أقدمها إليك يا أمي وإليك يا أبي وإلى نورة والهواري وحليمة والحبيب وفاطمة وخيرة وصالح ودينية وإليك يا أخي العزيز عبد القادر وإلى جميع من يشارككم في أحزانكم. الله أكبر وهو القائم بالقسط وحدهوالى .
ابنكم وأخوكم الذي يعانقكم بكل فؤاده، حميدة