الشاعر المسيحي جورج زكي الحاج
فتى الشّهـــــادةِ ، جئتُ اليـومَ أعتـــــذرُ منكَ السّمـاحُ ... وفيكَ الشّعرُ يختَمِـــــــرُ،
ثَراكِ يا كربلا ، كـم لَفّــــــــــــَهُ عَبَقٌ ، عطــــــــــرُ الألـوهـةِ في ريّاكِ يَـنْــتَـشِرُ،
في كلِّ حبّــــــــــــةِ رمـلٍ نـلتقي بطَلاً، أرضُ الكرامـــــــــاتِ لم يَخْمُدْ لها سَعرُ .
يــا ابنَ الكِرامِ ، دروبُ الظُّلمِ حالِكَــــةٌ ، فالشّــــــــــــوكُ يَملأُها ، والوحوالمَدَرُ .
والرَّبُّ عَلَّمَنا : أنَّ الهُــــــــــــــــدى كَلِمٌ تَبقى دهورًا ، وكلُّ الكـــــــــــــــونِ يَنْدَثِرُ .
فالحِقْدُ إنْ صالَ ، عطرُ الوردِ يَـدْحــَرُهُ والبُغْضُ إنْ طالَ ، باسمِ الحبِّ يَــنْــكَسِر ..
ونُــصْرَةُ الحقِّ ، أعلى من ذُرى قِمَــمٍ ، أسمى البطولاتِ باســــــــمِ الحَقِّ تُخْتَصَرُ .
إيهٍ حسينٌ ، وذكراكَ التي حُفِــــــــــرَتْ في القلبِ ، في البالِ ، آيــــاتٍ كمـا الذِّكَرُ .
تَبْقَى القَدَاسَةُ بنْتَ النَّاسِ ، يَحْمِلُهـــــــــا شعبٌ أبِيٌّ ، ولوْ حُكَّامُهُ مَكَــــــــــــــــروا .
وأنتَ تبقى على الأيّــَّامِ قـاطِبَـــــــــــــةً رمــزَ الفِــداءِ ... وهمْ رمزٌ لِمَن كَفَـــروا ...
كوفِيَّةً من فلسطينَ التي ذُبـــــــــــــــــَتْ علــــــــــى أيـادي فلـولٍ ... أيْنَها التَّتَـرُ .
في كلِّ طفلٍ حسينٌ صامِدٌ أبـــــــــــــدًا فـــــــي وجهِ غـازٍ ـ أمـامَ الحقِّ يَنْـدَحِرُ .
طفلٌ ..! وفي مُقلَتَيْهِ النَّصْرُ مُرْتَـسِــــمٌ بيـــــــنَ الدّموعِ ، كما الأنداءُ والسَّحَرُ .
إنْ يُمْسِكِ التُّرْبَ، يُصْبِحْ تُرْبُهُ ذَهَـبــــا وفــــــــي الوقيعَـةِ يغدو مِدْفَعا حَجَرُ !