ليست غريبة هي الأحزان عن بلد و وطن ضريبته ولاؤه ، تعاهد رفات أوليائه ببحور من دموع و حشرجات أسى و شلالات دماء ، لكن لم تشهد أيامه حزناً مطبقاً كيوم عاشوراء ، إذ يكون صمتاً مطبقاً بوجع و سكون من أسى ، الكل لا تدري ما تفعل ، هل للبكاء و العويل معنى سامٍ أم لطم السلاسل أم لطم الصدور أم ضرب الرأس و ادماؤه أم ماذا أقدم لسيدي الحسين ؟! ، هل تكفيه دموع و دماء أم مقالة أم قصيدة أم شاعر أم منبر ؟! كلا و ألف كلا لقد استوعب الوجع كل مفاصل كربلاء ، بل كل زوايا التاريخ قديمه و حديثه ، سيدي بماذا أنعاك بدمعة بائسة تنسى بعد حين ؟ أم أسى يرحل بعد عاشوراء ؟ العزاء لك سيدي بأفراحنا الثكلى بجراحك و سعادتنا المنسية بجوار مأساتك ، لكن ما يهوّن الخطب علينا لعلك بل نرجوك بل نتوسلك سيدي أن تتقبل كل ما يصدر عن جهلنا اتجاهك و اتجاه نهضتك العظمى لأن العظماء لايهمهم لعب الصغار فنحن صغار في حضرة قدسك و جهّال بكنف عظمتك نتوسلك يا ثأراً يطالب به رب الجلال أن تسأل خالقك أن يتقبل منا النزر القليل تجاهك و لا يؤاخذنا بسوء سلوكنا