طأطأْ جبينَكَ أيها الإنسانُ
إنْ فارقتْكَ من الحسينِ جُمَانْ
أَوَتحسبونَ بأنَّ غير زمانهِ
زمنٌ جميلٌ بل هو الهَذَيَانْ
هو ثورةٌ يُحي الضمير فما هوى
في الخزي مفتونٌ بهِت يهانُ
معنى الحياة هو استقاء نضالهِ
ولو انّهُ في ذبحهِ الظمآن
أسقى الوجود منابعاً من نحرهِ
فالأُفقُ من نحر الحسين بيانُ
طوفانهُ فوق الطغاة مدمدمٌ
فاسْأَلْ إلى أين انتهى سفيانُ
فلْتَخسأِ الأيامُ إنْ نبَضَتْ بلا
ألمِ الحسينِ وتخسأِ الألحانُ
يا أيها اللحنُ الشجيُّ وآهةٌ
بقِيَتْ تعنونُ ما هو الإيمانُ
فعلامةُ التقوى ترقرق دمعةٍ
فوق الخدود أهَلَّها الوجدانُ
أوْ صرخةٌ من وقع حرّة كربلا
لمّا هوى وتمزّقَ الفرقانُ
إنْ كنتَ في حبِّ النبي متيّماً
هل كنت تفرحُ والهدى أحزانُ
أَتُراك تسعدُ والرسول مكفكفٌ
سيلَ الدموع مرَوَّعٌ غضبانُ
فرْخي الذي نشَرَ السرور بمهجتي
سبطي عليَّ تهدَّمَ البنيانُ
حرقوا الخيام وهدّموا أوتادها
يا أمتي هل هكذا الإحسانُ؟
ثقلي على حرِّ الصعيد تشرّدوا
لا مُسعفٌ يبقى ولا أوطانُ
سكَتَتْ عن الطغيان أمّةُ أحمدٍ
فتأَمّرَتْ بنفاقها الذئبانْ
حسبوا السكوت عن الجريمة مغنَماً
وكأنما نيل التقى الكُتمانُ
تركوا الجهاد فأظلَمَتْ أحوالهم
ورقى الطغاةُ على الرقاب وشانوا
قد قرّبوا الطلقاء من بعد الهدى
فاعزِفْ بأوتار الخنا مروانُ
لك ما أرَدْتَ فلا الرسولُ بقلبهم
تركوا الرسول وثقلهُ ما صانوا
حتى انْمَحَتْ صُوَرُ الرسالة لم يعدْ
سبط النبي الثقل والميزانُ
فتكالبوا زحْفاً لمحو نبيهم
هي همّةٌ قد مدّها الشيطانُ
هي همّةٌ وثّابةٌ في جرمها
ألوانها التجهيلُ والشنآنُ
ذبَحَتْ على صدر الحسين رضيعهُ
ارحم فؤاد السبط يا رحمنُ
ذبحت على مرِّ السنين روافضاً
قد خُلِّدوا والذابحون دخانُ
الرافضون بقى الحسينُ إمامهمْ
وهل الحسين يسومهُ النسيانُ
حسين إبراهيم الشافعي
سيهات