خبراء: شباب السعودية يرفضون الزواج بسبب البطالة في ظل ارتفاع التكاليف وكثرة المتطلبات
حذر عدد من الخبراء المهتمين بالزواج في السعودية من ارتفاع نسبة الشباب العازفين عن الزواج بشكل ملحوظ لأسباب مادية بالدرجة الأولى،
مؤكدين أن ارتفاع تكاليف الزواج لتصل على الأقل من 100 الى 120 ألف ريال (من 27 الي 32 الف دولار امريكي).
وشددوا في حديثهم لـ"العربية.نت" على أن ارتفاع نسبة البطالة في السعودية بين الشباب تسبب في بقائهم دون زواج لعدم قدرتهم على فتح بيوت خاصة بهم، محذرين في الوقت ذاته من مخاطر بقاء هذه النسبة الكبيرة من العازبين على المجتمع. ويؤكد مسؤول موقع "زواج" على الإنترنت الشيخ خالد الحميش أن ارتفاع تكاليف الزواج وطلبات أسر الفتاة غير المنطقية تسببت في إلغاء فكرة الزواج لدى عقول الكثير من الشباب، مؤكداً أن هذا الأمر بات ملموسا بشكل كبير حاليا. ويقول الحميش لـ"العربية.نت" :"بات العزوف عن الزواج ملحوظا في السعودية بسبب ارتفاع تكاليف الزواج التي يفرضها المجتمع على المتزوجين، مع ارتفاع طلبات الفتيات والتي لا توجد في الأساس لدى معظم الشباب الذين باتو يعزفون عن الزواج لقلة ذات اليد". ويضيف مؤكدا على أن الرفض هو لأسباب مادية بالدرجة الأولى: "ليس هناك عدم رغبة في الزواج لأن من يرفض الزواج أما عنين أو فاجر، فلا رهبانية في الإسلام، ولكن قلة الموارد المالية لدى الشباب الآن جعلتهم لا يقدمون على هذه الخطوة، فالزواج سيكلف من 100 الى 120 ألف ريال كزواج بسيط ومحدود، ولدينا شباب عاطلين على العمل والكثير من الذين يعملون هم يعملون برواتب متدنية". ويتابع :"مايحدث الآن هو إفرازات لتلك الأوضاع، فالفتيات الآن يطلبن شروطا صعبة بعد أن وضع الأمر في غير أهله، وكان الرسول الكريم يقول (إذا جاءكم من ترضون دينة وخلقه فزوجوه ألا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عظيم)، وهو خطاب موجه لأولياء الأمور". ويضيف مستدركاً: "لم يعد الأمر بيد الآباء، بل تحول إلى يد الأم، فإذا رضيت هي تم الزواج، وإذا رفضت لم يتم، وغاب دور الأب تماما عن تزويج ابنته لمن هو أصلح لها، وهذا ما تسبب في انتشار العنوسة، لأن الشباب في الغالب حاليا لا يستطيعون أن يفوا بكل متطلبات الأم وبنتها، فعدا المهر الذي لايقل عن 40 ألف ريال، هناك قاعة الزواج التي تكلف أكثر من 30 ألف ريال ليوم، واحد ناهيك عن المنزل وبقية المتطلبات كما أن كثير من الأزواج لا يرون زوجاتهم سوى ليلة الزواج وهذا خطأ كبير".
ويختم قائلا :"هناك عزوف واضح، فالشاب يعاني ويحاكي الآخرين، هو يرغب في الزواج ولكن لا يستطيع، خاصة عندما يصل لسن 33 عاما فهنا يدق ناقوس الخطر لديه ويبدأ في التقليل من شروطه". البحث عن الحرية ومن جانبه يشدد المأذون الشرعي والمستشار الأسري الشيخ محمد عثمان الفلاح على أن ابتعاد الشباب عن الزواج وارتفاع سن المقدم عليه لأكثر من 30 عاما يعود لهدم رغبتهم في تحمل المسؤولية مبكراً، إضافة للصعوبات المادية التي يعانون منها نتيجة البطالة، ويقول لـ"العربية.نت": "سبب عزوف الشباب عن الزواج هو أنهم تعودوا على السهر والاستراحات، ولا يريدون أن يرتبطوا بأحد، فهم يرون أن الزواج سيعيقهم عن رغباتهم ويحد من حريتهم لهذا يبتعدون عن المسؤولية". ويضيف متحدثا عن الجوانب المادية: "وجود نسبة كبيرة من الشباب العاطلين عن العمل هو سبب قوي جدا لبقاء الكثيرين دون زواج، فعندما يتقدم أحد لابنته وهو لا يعمل فلن يقبل به، مهما كان السبب".
ويشير مؤلف كتاب "هديتي لابنتي العروس" وكتاب "هديتي لابني العريس" إلى أنه لمس ارتفاع سن المتزوجين عن السابق لتأخرهم في الزواج، ويضيف: "لمست من خلال عملي كمأذون شرعي أن الشباب باتوا أقل في الإقدام على الزواج، ويؤخرون سن الزواج إلى ما فوق الثلاثين في العادة، فهم يرون أن الزواج مشروع غير مستعجل، كما أن الفتاة لا تفكر في الزواج حالياً، فهي مرفهه ومخدومة في بيت أبيها ولا تريد أن تتعب نفسها بتحمل مسؤوليات بيت وزوج، وكثير منهن يذهبن لبيت الزوج وهي لا تعرف شيئاً عن الزواج".
احصاءات رسمية في أحدث دراسة (أجريت في يناير 2011) أعدتها وزارة التخطيط السعودية، تم الكشف عن أن عدد الفتيات اللواتي لم يتزوجن وقد تعدّين سن الثلاثين قد بلغ حوالي 1,529،418 كما أن عدد المتزوجات قد بلغ 2.683.574 امرأة من مجموع عدد الإناث البالغ 4.572.231 ممّا يؤكّد ارتفاع نسبة العنوسة، غير أن دراسات غير رسمية رفعت هذا الرقم لأكثر من مليون فتاة سعودية بسبب عزوف الشباب عن الإقدام على الزواج، ومن المرجح أن تتضاعف هذه الأرقام في السنوات الماضية بسبب استمرار الظروف الاقتصادية الصعبة على الشباب وعدم وجود حلول فعالة في الأفق.