على الإنسان ان يفكر مع نفسه هل أنا من أهل الجنة ؟ او من أهل النار؟ ـ والعياذ بالله ـ وهذا هو ما يحتاج إلى علم وفقه المستقبل، فان هناك مؤشرات وأدلة على ذلك، كما ان هنالك ضوابط ومقاييس:
على باب النار مكتوب: أنا حرام على المجتهدين!
منها: ما ذكرته الرواية التي نقلها الشيخ شاذان بن جبرائيل القمي في كتاب الروضة والفضائل، والرواية مطولة ينبغي ان يحفظها الانسان وهي تكشف لنا عن ما هو مكتوب على أبواب الجنة وأبواب النار... (مكتوب على الباب السادس من أبواب جهنم : انا حرام على المجتهدين...)
وذلك يعني ان المجتهدين لا يدخلون نار جهنم، فإذا أراد الإنسان ان يكون من الذين تحرم عليهم النار فعليه ان يكون مجتهدا في طاعة الله، وذلك يعني أيضاً ان العطلة والتعطيل، بمعنى التوقف والانزواء والانكفاء، يجب أن لا يكون لها مجال في حياة الإنسان الذي يعرف انه لم يخلق عبثا (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ)
ان الإنسان لم يخلق لينام أو ليأكل أو ليتمتع ويجمع الأموال في البنوك أو يعتدي على الآخرين ويستحقر المؤمنين. . كلا. . بل نحن مخلوقون للامتحان وهناك حساب دقيق عسير شاق.
وان الانسان سوف يحاسب على الكلمة الواحدة مهما كانت، فمن يستعلي – مثلاً - على زوجته أو أولاده أو الآخرين من جيرانه أو أصدقاءه أو شعبه، فانه يورط نفسه في المسائلة الشديدة والحساب العسير وقد يُحسب من الظالمين. قال تعالى (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
اذن مكتوب على باب جهنم: (انا حرام على المجتهدين )، وليس على الكسالى أو النائمين أو العاطلين عن العلم والعمل. بل هي حرام على المجتهدين في طاعة الله وفي رفع راية الدين عالية خفاقة، المجتهدين في الدراسة وفي تهذيب النفس.