السلام عليكم، هذا موضوع قديم جديد، وغالبا ما يناقش بناء على تعصبات طائفية أو قومية أو وطنية، إيران تسمى الجمهورية الإسلامية ولكن في الكثير من ارجائها لا نرى لاسلام أثرا، سأحاول في هذا الموضوع طرح عدد من الأمور بنظرة عادلة لأضع يدي على الجرح وأبين نقاط القوة والضعف..
الادلة على كون إيران غير اسلامية:
1-ضعف الوازع الديني في بعض المدن الكبرى والسياحية ومثال ذلك: شمال طهران و غربها، المناطق السياحية في اصفهان، سواحل بحر قزوين، جزيرة كيش السياحية، رشت، شيراز..
2-علامات الغزو الثقافي والتغلغل الغربي التي بدأت تتضح اكثر في الداخل الإيراني.
3-في بعض المناطق نرى مخالفات صريحة وعلنية للاخلاق الاسلامية ولا يوجد من يقف بوجهها.
الأدلة على اسلامية إيران:
1-قوة الوازع الديني في المحافظات والقرى والنواحي وشرق طهران و جنوبها وهم الأغلبية.
2-السياسة الخارجية والعسكرية الإيرانية مبنية على صيانة المصالح الوطنية في ظل المصالح الإسلامية.
3-التفاف الشعب وحتى من لا يبدو عليهم اي مظهر ديني، حول قائد الثورة، وهذا واضح في المظاهرات الكبرى في إيران مثل الاحتفال بعيد الثورة او حتى يوم القدس العالمي نرى نساء حجابهن غير مناسب ولكنهن يخرج دعما للقدس في ظل الثورة وهذا أمر لافت للنظر.
ساكتفي بهذه الادلة ولن أذكر المزيد لتكون 3 في كل كفة.
إن الحضارة الإيرانية قديمة قدم حضارة ما بين الرافدين، ومنطقة الشرق الاوسط يصعب فهمها او تحليلها نفسيا أو سياسيا، الفارق بين إيران وأغلب الدول أن المعارضين للنظام يتركزون في العاصمة والمدن الكبرى، لذلك تنطلق أعمال الشغب او حتى الانتفاضات من العاصمة على العكس مما هو معروف حيث تبدأ الأعمال المعارضة للأنظمة من المدن البعيدة والحدودية ثم تصل الى العاصمة، إن النظام الإيراني والحق يقال، في بعض المواقف دعم دولا مسلمة أو حتى منظمات على حساب الشعب الإيراني، وهذا أمر يتقبله الطيف المتدين الذي ينادي بالاسلام أما الأغنياء والمعارضين فإن هذه التصرفات تدفعهم الى معارضة الإسلام اكثر، إذا أردنا الولوج اكثر في السياسة الإيرانية، فإن الاصلاحيين يرحبون بالتسيب الديني ونشر الفساد، وهم من يمسك برئاسة الجمهورية الآن وهو ما أثر كثيرا على الشعب، بينما في عهد أحمدي نجاد "الاصولي" كانت ايران تبدو اسلامية اكثر بكثير..
لكن يبقى عامل الحسم وحتى الآن بيد الاغلبية المتدينة، مع انها صامتة وهذا ما ظهر بوضوح في يوم 30 ديسميبر 2009 عندما كانت المعارضة بصدد اسقاط "النظام الاسلامي" فأدت دعوة اطلقتها منظمة الاعلام الإسلامي الى نزول آلاف الداعمين للثورة الى الشارع والتظاهر دفاعا عن الاسلام (بعد اهانة المعارضة المراسم الحسينية) لتنتهي الأمور بسرعة بعد ذلك، إذ أدرك الغرب أن النظام ليس الإسلامي الوحيد في إيران بل أن هناك ملايينا صامتة، وبحكم عملي في الصحافة، أستطيع ان أقول وبثقة أن الموجة الاعلامية الغربية التي تلت 30 ديسمبر كانت فاشلة حيث حاولوا بشتى الطرق أن يقللوا من شأن المظاهرات الداعمة للنظام، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك وانتهت الفتنة..
النتیجة: قد لا يكون الدين ظاهرا في إيران كما يجب، بحيث يُقال أن البلد إسلامي من النظرة الاولى، ولكن يعلم المحللون والمتابعون للشأن الإيراني أن هذا البلد اسلامي المنهج والطريق، ومتى ما تهددت الصبغة الإسلامية للمجتمع، فإن الاسلام سيطفو على السطح ويزيل جميع المظاهر غير الإسلامية.
*تحليل شخصي*