النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

مقبرة الجنرال مود..شاهد الحرب الذي لا يشيب

الزوار من محركات البحث: 192 المشاهدات : 1276 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    المشرفين القدامى
    simple beauty
    تاريخ التسجيل: April-2013
    الدولة: الديوانية
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 11,248 المواضيع: 488
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3352
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: Lawyer
    أكلتي المفضلة: السمك
    موبايلي: Galaxy A5
    آخر نشاط: 11/June/2018
    مقالات المدونة: 2

    مقبرة الجنرال مود..شاهد الحرب الذي لا يشيب


    نجاح مبهر يثلج صدور الاهل به تجاوز "سليم"المرحلة الاعدادية ليلتحق بأقرانه في المرحلة الاولى من الجامعة،وبعد مرور اكثر من شهر على دوام القادم بلهفة لكليته،قادته اقدامه مع زميل له الى كافتيريا قريبة من السفارة التركية الجارة لجامعته،واثناء المرور بشارع الحبوبي الرابط بين مجمع الكليات وضالتهم ،لفت نظر "سليم"ذلك المتنزه الممتلئ بقطع الرخام البيضاء والمسوّرة حديديا من كل جانب،فالتفت الى زميله متسائلا بروح الفضول عن هذا المكان، لكنه لم يجد الجواب عند صديقه ،فما كان من الاثنين الا ان يوجهوا سؤالهم الى صاحب الكافتيريا بعد وصولهم لها، ليعرفوا الجواب منه مع ابتسامة استغراب، لكونهم طلبة جامعة مجاورة لمقبرة الانكليز ولايعرفونها، خاصة انه عرف من خلال لهجتهم انهم من طلبة بغداد وليس المحافظات الذين من حقهم هذا السؤال بحسب قوله.
    لماذا دفنوا في العراق؟

    اسئلة الطالب الجديد "سليم"لم تتوقف عند هذا الحد، وأول علامة استفهام تبادرت الى ذهنه، ما الذي جاء بالانكليز الى باب المعظم؟ وكأنه لم يدرس تاريخ العراق طيلة فترة دراسته، حتى وصل به الحد الى ان يعتقد انه اثناء احتلال العراق من قبل الجيش البريطاني، جلب العسكر الانكليز عوائلهم معهم، والكثير منهم سجلوا طلبتهم في مجمع الكليات الحديث هذا، ومن مات من عوائلهم او اولادهم دفنوا في هذه المقبرة المعنوّنة باسمهم، لكن حديث والده بعد عودته الى البيت ازاح عن عقله كل ذلك التفكير الساذج، بعد ان اخبره ان جميع الذين في القبور هم من ضباط وجنود الجيش البريطاني الذين قتلوا اثناء احتلالهم للعراق العام 1914، وردا على استفسار ولده بسبب دفنهم بالعراق وليس ببلادهم، بين ابو سليم ان صعوبة النقل في ذلك الزمن سواء في الجو او البحر وطول مدته احد المبررات ،بالاضافة الى عدم وجود ثلاجات حافظة لجثامين قتلاهم ليرسلوها بعد فترة الى بلدانهم احد تلك الاسباب ايضا، مبينا انها ليس المقبرة الوحيدة في العراق للانكليز وانما هناك عدة مقابر في العديد من المحافظات الجنوبية لقتلاهم في حربهم مع العثمانيين او من ضحاياهم في ثورة العشرين .
    العراق احدى جبهات الحروب

    حملنا استفسارات "سليم" التي طرحها ومابقي منها عالقا في الذهن ووضعناها على طاولة بعض المعنيين ومنهم الباحث والكاتب رفعت عبد الرزاق الذي بين لنا انه في خريف سنة 1914 دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الاولى المعروفة بالحرب العظمى، تاييدا لالمانيا ضد دول الحلفاء وفي مقدمتهم بريطانيا، فاصبح العراق احدى جبهات تلك الحرب ،وفي تشرين الثاني من تلك السنة كما يقول عبد الرزاق بدأت الحرب على ارض العراق بنزول القوات البريطانية في منطقة الفاو واحتلالها، واستمرت المعارك بين الجيش البريطاني والجيش العثماني حتى اعلان هدنة الحرب في تشرين الثاني العام 1918 ، وشهدت الحرب معارك قاسية في العديد من مناطق العراق، واهمها كما يبين محدثنا معارك الشعيبة في البصرة والعمارة والكوت وسلمان باك وسواها ، إلا ان اهم المعارك كانت في الكوت، حيث وقعت اكبر هزيمة للجيش البريطاني في تاريخه الحديث باستسلام جيشها مع قيادته العامة، مبينا ان تلك الحرب خلفت الكثير من المآسي والويلات، ومن اهمها مدافن ضحايا الحروب التي انتشرت في بغداد والعديد من المحافظات.
    الجنرال مود والكوليرا

    سؤال الطالب "سليم" بشأن جنسيات القتلى من غير الانكليز هل دفنوا في هذا المكان ايضا، اكد الباحث انه باستثناء بعض الجنود الهنود في الجيش البريطاني الذي يجب حرقهم وفق معتقداتهم، واعدادهم كبيرة، الجميع دفن بتلك المقابر،مبينا انه رأى بقايا محرقة لجثث الهنود في بغداد تقع خلف مستشفى ابن البيطار الحالي لكون تلك المنطقة معسكرا للجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية ،اما مقبرة الانكليز بحسب قوله فتقع في منطقة كانت تدعى الكرنتينة ، ومعناها محل العزل حيث يقضي فيها الداخلون لبغداد بعض الوقت لفحصهم صحيا لئلا يحملون عدوى الاوبئة ،ويصف المقبرة بأنها كانت حديقة كبيرة غناء مليئة بالاشجار العالية ونباتات الزينة و موضعا جميلا يعمه الهدوء والجمال من جميع الجهات ، ولهذا كانت مرتعا للعشاق وطالبي الهدوء والبعد عن ضجيج المدينة، لاسيما وانها قريبة من مجمع الكليات.
    وقد نظمت القبور فيها بترتيب جميل بحيث كل مجموعة منفصلة عن الاخرى بامتار قليلة ، وهي مرقمة وعليها اسم الدفين وتاريخ وفاته ومكانها ، وفي وسط المقبرة عدد من قبور مشاهير القادة ومنهم القائد الانكليزي الجنرال ستانلي مود فاتح بغداد ، وقد توفي اثر اصابته بمرض الهيضة ( الكوليرا ) في 17 تشرين الثاني 1917، قيل انه شرب حليبا غير مغلي في حفلة للطائفة اليهودية ، وانتقلت اليه العدوى ، وقد خلد باقامة تمثال كبير له نصب امام السفارة البريطانية في الكرخ ببغداد ، اسقطته الجماهير الثائرة صبيحة يوم ثورة 14 تموز 1958 ، ومن دفيني المقبرة الكولنيل لجمند احد كبار القادة البريطانيين ،الذي قتل في احداث ثورة العشرين على يد الشيخ ضاري المحمود،وفي العام 1991 أزيلت اشجار المقبرة اذ قطعها بعض السكان القريبين من المقبرة ووظفوها للتدفئة او نحو ذلك . والغيت الساقية التي كانت تاتي بالماء من دجلة الى المقبرة.
    مقبرة الانكليز وسفارة تركيا

    الباحث التراثي عبد الجبار محمود عاشور اوضحنا له سؤال "سليم "عن وصف المكان فقال لنا بتصريحات اعلامية ان في المقبرة مساحة خاصة٬ دفن فيها٬ الجنود العسكريون٬ من مختلف الجنسيات الأوروبية الأخرى٬ وعدة مساحات أخرى مخصصة لأعداد كثيرة من قبور الهنود٬ وغالبيتهم من طائفة (السيخ)٬ من مشاة وآمري كتائب الجيش البريطاني٬ وفي كل مساحة٬ دفن آمر كتيبة من السيخ يتميز قبره ببناء شاخص٬ على شكل عمود شبه هرمي٬ مصنوع من الحجر الرخام الأبيض٬ يصل ارتفاعه الى ثلاثة أمتار أو أكثر٬ يتقدم قبره ببضعة أمتار عن قبور جنوده من الهنود٬ وقد دفنوا بشكل منتظم٬ ويبدو للناظر الى قبورهم وكأنهم في ساحة عرض للتعداد العسكري.
    استاذ التاريخ بركات محمد أنعم بالردود على العديد من اسئلة طالبنا "سليم"حيث بين لنا وله ان مقبرة الانكليز تسمى ايضا بمقبرة الجنرال مود وكذلك مقبرة البوابة الشمالية،وتضم فضلا عن قبور الانكليز رفات الهنود المسلمين والهندوس والسيخ الذين رافقوهم بتلك الحرب،وعددا كبيرا من الاستراليين،وبين محمد ان عدد المدفونين فيها يقارب الـ 2500 قبر وهي اكبر مقبرة للانكليز خارج بريطانيا، ومايثير الدهشة كما يقول محمد ان هذه المقبرة تحوي في جزء منها قبورا لقتلى الجنود العثمانيين الذين قتلوا وهم يحاربون البريطانيين في العراق ،والاغرب من ذلك والحديث له ان تركيا وضعت سفارتها قبالة مقبرة عدوتها الاول بريطانيا،وكأن لسان حال الاثنين يقول "انا هنا ياغريمي"بحسب قول محمد.
    تحويل جزء منها الى مرأب

    السيد جاسم غالي المشرف على المقبرة ايضا كانت له حصته في شرح العديد من جوانب المقبرة للطالب سليم، مبينا انها بنيت العام 1914، وتولى جدي ادارتها ،ومن بعده والدي وانا الآن من اقوم بحراستها، مضيفا ان اكثر القبور عددا هي لعسكريين استراليين ،وبريطانيين واتراك وهنود وباكستان ومنهم عرب كانوا مترجمين، موضحا انه ليس للحكومة اية علاقة برعايتها او عائديتها ،وانما تعود هذه المقبرة الى الاتحاد الاوربي السابق (منظمة ارثرو) ،وترتبط بالسيد خالد المستشار القانوني والمسؤول عن مقابر الانكليز في العراق والاردن وسوريا ، وان اغلب زائريها الذين يأتونها مرتين في السنة هم من الاستراليين والبولنديين ،ولطالما سمعتهم والحديث للحارس يقولون " لولا هؤلاء لما نحن على الارض" . مضيفا "نعاني من الاوساخ التي تاتي من المارة على ارصفة الشارع القريبة من المقبرة ،واغلبهم طلاب جامعيون ومثقفون وعليهم ان ينظروا اليها كموقع تاريخي واثري للعراق، لاسيما ان الكثير من الفنانين يقصدون المقبرة لغرض عمل افلام دراما والوثائقية عنها ،وانا اقدم لهم جميع التسهيلات،لكون الامر يسعدني ، مؤكدا ما يعانيه من المتجاوزين بالقرب من المقبرة" حيث سكنها بعض المتجاوزين .
    اتفاق يحرم زوالها

    آخر اسئلة طالبنا سليم واهمها هو كيف ان الطاغية صدام لم يقم بازالتها، خاصة انه كان يدعي العداء مع البريطانيين، الذين كانوا طرفا باسقاطه، فرد عليه وعلينا المحامي احمد حسن البياتي بالقول ان هناك اتفاقية بين الحكومة العراقية بين العراق وبريطانيا بعد ثورة 1958،لايجوز المساس بالمقابر البريطانية او التلاعب بارضها او بنقل او ازالة الرفات الا بموافقة وعلم الحكومة البريطانية، ووقع الطرفان عليها في الامم المتحدة وفق المادة(136)،وهذا يعني انه هناك اتفاقا بروتوكوليا بين الطرفين لايمكن التجاوز عليه بحسب قول البياتي، مضيفا ان الدليل على ذلك ان الطاغية حاول ان يزيلها العام 1997، لكن تلك الاتفاقية اعاقت ذلك العمل وتم تغريم العراق في حينها مليون دولار ،كأتعاب قانونية للشكوى التي قدمتها بريطانيا ،وحاول مرة اخرى بعد ان طلب رسميا من بريطانيا ذلك، لكنه جوبه بالرفض ايضا مطالبة اياه بموافقة وتصويت اممي على ازالتها بحسب قول البياتي الذي تركناه وكذلك المقبرة، والأهم تركنا الطالب "سليم" وهو يحكي لمجموعة من الطلبة حكاية المقبرة التي تجاوزت القرن من الزمان.


    بغداد - يوسف المحمداوي
    منقول


  2. #2
    صديق فعال
    عزيزة اخويه
    تاريخ التسجيل: May-2015
    الدولة: العراق \بابل
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 830 المواضيع: 75
    التقييم: 209
    مزاجي: معجبه
    المهنة: طالبه جامعيه
    أكلتي المفضلة: السمك المشوي
    موبايلي: nokia
    ذووووووووووق وتالققققققققق

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: June-2014
    الدولة: البصرة و بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 2,089 المواضيع: 98
    التقييم: 1463
    مزاجي: برتقالي
    المهنة: ضابط في الجيش العراقي
    أكلتي المفضلة: دولّمة
    موبايلي: I phone x max
    آخر نشاط: 18/August/2024
    مقالات المدونة: 6
    شكرا لجهود

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: January-2017
    الدولة: لا وطن
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 9,197 المواضيع: 893
    التقييم: 1450
    مزاجي: احبكم كلمة متفارك لساني
    المهنة: معماري
    أكلتي المفضلة: .....
    موبايلي: Galaxy S5

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال