ما هي اهم العبر والدروس التي يمكن نستخلصها من تلك الواقعه الاليمه :
اولآ : صدق القول المأثور (( ما ضاع حق ورائه مطالب ))
يعني ان الحق اي حق لا يضيع بالاغتصاب ولا يذهب الى الابد بالعدوان , اذا كان وراء ذلك الحق صوت يرتفع بالمطالبه به .
كمثال على ذلك حق اهل البيت - عليهم السلام - عامه وحق الامام علي - عليه السلام - خاصه الذي اغتصب بعد وفاة رسول
الله - صل الله عليه واله - وانكر انكارآ كليآ . لكن ما استطاع الغاصبون لحقه محو ذلك الحق واقتلاع الايمان به من الراي العام
والضمير الانساني . فبعد مرور خمس وعشرين عامآ على اغتصاب حقه - عليه السلام - حمل على الاكتاف حتى اجلسوه في
في مجلسه الشرعي واحلوه مقامه الطبيعي وسلموه حقه المغتصب .
ومن الجدير بالملاحظه ان الامويين حاولوا بكل الوسائل اخراج الامام علي - عليه السلام - من قلوب الناس وافكارهم وتحويله
عن قمة المجد والعظمه والمثاليه , باعلان سبه وشتمه ولعنه على المنابر والمنع من ذكر فضائله ومكارم اخلاقه ثم بنشر الاكاذيب
في الطعن به وتشويه سمعته , وبمطاردة شيعته ومواليه ومحبيه بالارهاب والقتل والسجن والتشريد والحرمان . لكن ما استطاعوا
فما ان زال ارهابهم عن الناس حتى ظهر علي - عليه السلام - على شاشة القلوب والافكار كاعظم انسان مثالي واظهر شخصيه
متكامله ولقد اجمعت كلمة البشريه جمعاء على حبه وتقديسه والاعتراف بفضله وفضائله .
ويذكر بهذه المناسبه انه سال احد الخبراء فقيل له ما تقول في علي ابن ابي طالب ؟ قال : ما اقول في رجل كتم فضائله الاعداء بغضآ
وحسدآ وكتم فضائله الاولياء خوفآ وحذرآ وقد ظهر من بين ذين من فضائله ما ملأ الخافقين .
وقد قامت باسمه وعلى مبدأ الولايه
له دول كثيره في التاريخ . مثل الدوله الحمدانيه والبويهيه والفاطميه والصفويه والقاجاريه وغيرها .
حتى جعلت اسمه - عليه السلام - شعارآ لها ترفعه على المآذن في كل يوم وليله في الاذان والاقامه . وذلك بالشهاده له والامامه
بعد الشهادتين الواجبتين . ثم تستمر هذه الشهاده الثالثه في الاذان كرمز للتشيع في العالم الشيعي الى يومنا هذا .
وفي ذات الحسين - عليه السلام - دليل واضح على صدق مدلول هذه الكلمه . ما ضاع حق ورائه مطالب .
اجل ما ضاع ثأر الحسين - عليه السلام - ولا ذهبت تلك الدماء الزكيه هدرآ . فقد ظهر المختار بن ابي عبيد الثقفي في الكوفه البلد
الذي قتل فيه الحسين - عليه السلام - وأخذ يتتبع الذين خرجوا الى حرب الحسين - عليه السلام - اين ما كانوا حتى قتل منهم حوالي
الثمانية عشر الفآ من اصل الثلاثين الف رجل الذين قاتلوا الحسين - عليه السلام - بكربلاء وفيهم عبيد الله بن زياد أمير الكوفه أنذاك
وعمر بن سعد قائد الجيش الذي خرج الى حرب الحسين - عليه لسلام - والشمر بن ذي الجوشن وخولى بن يزيد وحرمله بن كاهل
وغيرهم من قادة ذاك الجيش ونكل بهم أشد تنكيل وبعث برؤوسهم الى المدينه الى الامام زين العابدين - عليه السلام - .
اما الذين أفلتوا من يد المختار وهربوا من الكوفه استولى المختار على اموالهم وممتلكاتهم وقسمها بين الفقراء من بني هاشم وشيعتهم
وهؤلاء الذين هربوا ايضآ لم يفلتوا من العقاب والانتقام فقد سلط عليهم اينما حلوا من قتلهم وابادهم حتى لم يمض على قتل الحسين -
عليه السلام - سوى بضع سنوات الا وقد فنوا عن آخرهم وقطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين .
يقول العقاد في ( ابو الشهداء ) ص181 وتلك جريرة يوم واحد هو يوم كربلاء فاذا بالدوله العريضه تذهب في عمر رجل واحد مديد الايام
واذا بالغالب في يوم كربلاء أخسر من المغلوب .
كل ذلك بفضل المطالبه المستمره التي كانت قائمه من قبل اهل البيت وشيعتهم بشتى الصور والوسائل .
والحمد لله رب العالمين