يتطلع الكثير من الشباب إلى استخدام الإنترنت كوسيلة للمواءمة بين الدين والاهتمامات الشخصية، كطرق تعليم المرأة المسلمة الموضة والجمال وكيفية ارتداء الحجاب عن طريق موقع يوتيوب، إلى فن صناعة ألعاب الفيديو التي تعتمد على العقل وكذا لجوء طلاب يهود إلى استخدام موقع غوغل في الترجمة لتعلم اللغة العبرية.
ويكشف مجرد الاطلاع على التعليقات أسفل فيديوهات واحدة من نجوم موقع يوتيوب تدعى نبيلة بي حالة انقسام كبيرة بين الجمهور، وأن الفكرة لا يوافق عليها الجميع.
لكن من بين رسائل الإعجاب الكثيرة بالشابة خريجة الموضة في برمنغهام، التي استطاعت رفع الكثير من الفيديوهات التعليمية التي تتعلق بطرق ربط الحجاب ووضع المكياج على يوتيوب، توجد بعض رسائل النقد والاعتراض الغاضبة.
وتصر الفتاة البالغة من العمر 21 عاما على أن جميع توجيهاتها تركز على البساطة في جوهرها بوصفها فتاة متدينة، فضرورة عدم "إظهار" جمال المرأة خارج منزلها كما أمر القرآن يعتبر بالنسبة للكثير من المسلمين أمرا لا جدال فيه.
في حين يقول تعليق غاضب : "أي رجل هذا الذي يسمح لزوجته أو ابنته بأن تظهر على يوتيوب وتبدي جمالها كي تفتن الرجال؟"
وأضاف التعليق : "أنتم تتسببون في وقوع الناس في الإثم عندما تعلمون طرق ارتداء الحجاب".
وعلاوة على أسماء مثل دينا توكيو وربا زاي وأمينة تعتبر نبيلة ، وهي مسلمة بريطانية ، شخصية معروفة في عالم يطلقون عليه "مرتادي مشاهدة الحجاب على يوتيوب".
فبمجرد إجراء بحث سريع على موقع يوتيوب بكلمات "تعليم الحجاب" تحصل على نتائج تتجاوز 100 ألف فيديو مستقل، لكن نبيلة تزعم أنها من بين أول من أسسوا هذا الأسلوب التعليمي ورفعت أول فيديوهات لها وهي في سن 16 عاما.
واستطاعت نبيلة أن تصنع لنفسها علامة تجارية قوية بمتابعة 150 ألف شخص على يوتيوب و228 ألف شخص على انستغرام وأكثر من 400 ألف عضو على فيسبوك من المعجبين بصفحتها الرسمية.
وقالت نبيلة لراديو بي بي سي خلال وثائقي بعنوان "حجاب هاي ستريت" إنها "تفعل ذلك منذ وقت طويل، وأنها تسعد بقراءة تعليقات كراهية".
وأضافت : "أشعر كما يشعر الآخرون عندما يصطدمون بنوع من الكراهية، لكن عندما يتعلق الأمر بمرتادي مشاهدة الحجاب على يوتيوب يصبح الأمر أكثر منذ ذلك، يصبح أمرا شخصيا".
وأشد المعارضين لها هم من الرجال.
وخصصت نبيلة جميع الفيديوهات ردا على أسئلة يطرحها جمهورها، بشأن الإسلام عموما إلى جانب الجمال، وأيضا ردا على الانتقادات الشخصية.
ففي أحد الفيديوهات سألت الرجال الذين لديهم مشكلة معها لماذا يشاهدون فيديوهات تعليمية بشأن الحجاب أولا.
"ليس مجرد غطاء للرأس"
قالت نبيلة : "أشعر أنني أساعد الناس في معرفة كيفية ارتداء الحجاب".
وأضافت : "ساعدني ذلك في الاحتفاظ بارتداء الحجاب وتحسين مظهره كل يوم لأني بمثابة نموذج تحتذي به الأخريات. أعلم أن الكثير يضعوني في هذه المرتبة ويقلدن ما أفعله، نحن نساعد بعضنا".
لكن الرجال ليسوا الوحيدين الذي يبدون الحذر بشأن موضة الحجاب.
وكتبت فاطيمة بركة الله، محاضرة في تعاليم الإسلام في لندن، على موقع فيسبوك تقول : "الحجاب ليس من الكماليات أو مجرد غطاء للرأس. إنه عبادة وطاعة لأوامر الله".
وأضافت :"نحن نعبد ونطيع الله بشروطه وليس بشروطنا".
وقالت بركة الله إنه نظرا لكونها تتفهم توافر "حسن النية" وراء مدوني ومصممي موضة الحجاب، فلابد من أن يتصرفوا بمسؤولية.
منقول بتصرف
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسة امل
