يستخدم الصينيّون التدليك لعلاج جميع أنواع الحالات الطبّية منذ قرون. وتؤكّد البحوث الغربيّة أنّ التدليك لا يفيد فقط في تخفيف ألم العضلات، إذ أنّ إحدى النتائج الأكثر إثارة للدهشة، هي أنّه قد يساعد الأطفال الرضّع المولودين قبل الأوان على اكتساب الوزن. وقد يزيد التدليك المناعة، ويساعد أشخاصاً يعانون في الكثير من الحالات، من أعراض ما قبل الحيض، إلى ارتفاع ضغط الدم... ويبدو أنّه يساعد أيضاً في تخفيف آلام التهاب المفاصل، والحروق بل وحتى الجراحة. إليك خمس حقائق مثيرة للدهشة تتعلّق بالتدليك، والتي يمكنك الاستفادة منها: . اختاري المنطقة التي تريدينها: ليس من الضروري تدليك المنطقة الأكثر إيلاماً في الجسم. إذا كنت لا تريدين صديقتك مثلاً أن تلمس أسفل ظهرك الذي يؤلمك، يمكنها المساعدة عن طريق تدليك كتفيك بدلاً من ذلك. فالتدليك يحدث تغييرات كيميائيّة تخفّف الألم والتوتّر في جميع أنحاء الجسم، وأحد أسباب ذلك، هو أنّه يخفّف المادة الكيميائيّة التي تسمّى substance P والمرتبطة بالألم.
. تخلّصي من التوتّر وحافظي على صحّتك: قد يعزّز التدليك المناعة. فقد أجريت دراسات عدّة عن هرمون الشدّة الذي يسمّى كورتيزول، في لعاب الأفراد الخاضعين للدراسة، قبل وبعد جلسات التدليك، ووجدت أنّه انخفض بشكل كبير. ويقتل الكورتيزول، الذي يتمّ إفرازه حين يشعر المرء بالتوتّر والضغط، خلايا مهمّة للمناعة، لذا حين يخفّض التدليك مستويات الشدّة، وبالتالي مستوى الكورتيزول في الجسم، قد يساعد على تجنّب الإصابة بالرشح، أو بأيّ مرض آخر، وأنت تشعرين بالتوتّر.
. يخفّض ضغط الدم المرتفع: يقلّل التدليك ارتفاع ضغط الدم، كما تشير الكثير من البحوث. وقد يكون السبب في هذا هو أنّه يحفّز مستقبلات الضغط التي تدفع العصب المبهم إلى اتّخاذ الإجراءات، والعصب المبهم هو أحد الأعصاب التي تخرج من الدماغ. وينظّم العصب المبهم ضغط الدم، وله الكثير من الوظائف الأخرى أيضاً. وقد أظهر المرضى المصابون بارتفاع ضغط الدم تحسّناً ملموساً، مقارنة بمجموعة المراقبة التي ظلّ أفرادها في نفس البيئة دون الحصول على التدليك.
. تكتيكات التقنيّة: ليس هناك الكثير من الأدلّة التي تدعم نوعاً معيّناً من التدليك بأنّه أفضل من نوع آخر، لذا لا تقلقي بشأن ما إذا كانت المدلّكة مدرّبة على تدليك شياتسو أو التدليك السويسري أو أيّ نوع آخر. السرّ في فعاليّة التدليك هو أن يكون الضغط قويّاً بما فيه الكفاية لإحداث انبعاج في الجلد. استخدمي زيت التدليك، ولكن اختبريه أوّلاً على بشرتك للتأكّد من أنّه لا يحدث ردّ فعل تحسّسي.
. الاعتماد على نفسك: يمكنك تدليك نفسك. على الرغم من أنّه ليس ضروريّاً أن تدلّكي المنطقة الأكثر إيلاماً في الجسم لتخفيف الألم، إلا أنّ استهداف تلك المنطقة مفيد أكثر. أحد الأمثلة هو تدليك الذراعين. إذا كنت عرضة للإصابة بالتهاب الأعصاب في اليدين أو الذراعين نتيجة للحركات المتكرّرة (مثل الطباعة على لوحة المفاتيح أو حتى الإمساك بعجلة القيادة لساعات طويلة)، جرّبي تدليك الذراعين لمدة 15 دقيقة يوميّاً. ابدأي من الرسغ صعوداً إلى المرفق، ثم انزلي ثانيةً على كلا جانبي اليد.
الاستفادة القصوى من المنتجع الصحي
حين تحدّدين موعد زيارتك إلى المنتجع الصحي، من المهمّ أن لا تشعري أنك مستعجلة. حتى لو لم يكن لديك الكثير من الوقت، تريّثي في التفكير في زيارتك إلى المنتجع الصحي، وما تريدين تحقيقه. خذي نفساً عميقاً وفكري بكل الفوائد الشمولية. للحصول على أكبر قدر من المنافع من ذهابك إلى المنتجع الصحي، تذكري هذه الأشياء الأساسية التسعة.
1 الصفاء: الصفاء هو السرّ. تعتمد المنتجعات الصحيّة على الموسيقى الهادئة والإضاءة الخفيفة والزيوت العطرة التي تساعد على الاسترخاء، مثل الخزامى، لإيجاد أجواء هادئة توحي بالصفاء. خصّصي الوقت للتنفّس ببطء والاسترخاء خلال إجراء التدليك أو جلسة تنظيف الوجه، أو أثناء جلوسك في حمّام الطين الدافئ، أو البركة المخصّصة للعلاج المائي. بعد انتهاء الجلسة، استمتعي بحمّام ساخن وجفّفي شعرك ودلّكي اللوشن على بشرتك.
2 الموقف الإيجابي: حافظي على موقف إيجابي. وسواء كنت تريدين الذهاب إلى المنتجع الصحّي بناءً على توصية الطبيب، أو لأنّك تريدين أن تبدي رائعة، فأنت تستحقين التهنئة. فالمنتجعات الصحّية تلبّي احتياجاتنا الجسديّة والعاطفيّة والروحيّة.
3 الوعي: استمتعي بأجواء المنتجع الصحّي. لا تهرعي إلى غرفة تغيير الملابس كي تسارعي إلى إجراء الجلسة. بدلاً من ذلك، خذي حماماً دافئاً، وارتدي رداء الاستحمام الناعم ولفّي به جسمك. استمتعي بالشموع وبالمياه المعدنيّة. بعد الجلسة، استحمّي بالشامبو واللوشن، واخرجي بهدوء من دون أن تستعجلي.
4 عافية الجسم والعقل: المنتجعات الصحيّة تهدف إلى تعزيز العافية للجسم بأكمله. وتستند فلسفة المنتجعات الصحيّة على إدراك أن أيّ شيء يفيد العقل يفيد أيضاً الجسم، وأيّ شيء مفيد للجسم له تأثير إيجابي على الحالة العقليّة. وجهاز المناعة والغدد الصمّاء والجهاز العصبي مترابطة أيضاً. وما يؤثّر على أحد الأجهزة له تأثيرات على الأجهزة الأخرى. تذكّري هذا وخذي بعين الاعتبار عند زيارة المنتجع الصحي التأثير الإيجابي لذلك على كل خليّة في جسمك.
5 الحدس: اتبعي حدسك. إذا كان علاج ما في المنتجع يسبّب لك الانزعاج أو الحكّة أو الطفح، قد لا يكون مناسباً لك. وحتى لو شعرت أنّ علاجاً ما محفّز جدّاً، تحدّثي مع الاختصاصيّة وفكّري بإجراء علاج بديل. من جهة أخرى، إذا كان هناك علاج ما يجعلك تشعرين بأنّك أفضل بكثير، اتبعي حدسك، واعرفي كيف يساعدك هذا العلاج أو العلاجات المماثلة.
6 الفائدة الروحيّة: علاجات المنتجع الصحّي لها عنصر روحي. فبعض العلاجات معروفة بقدرتها على تهدئة الروح. استكشفي العلاجات المتنوّعة التي يقدّمها المنتجع، وتعرّفي على الحكمة الثقافيّة التي تستند إليها هذه العلاجات.
7 البهجة: البهجة التي تشعرين بها في الروائح العطريّة والزيوت المهدّئة والشموع المتوهّجة والملابس المريحة والموسيقى الناعمة، والمتعة التي تثيرها الخلطات المنشّطة لأكليل الجبل والنعناع ورائحة الليمون، هي التي تجعلك تسترخين. استمتعي بالتغيّرات الموسميّة التي تجدينها في المنتجع الصحّي المفضّل لديك. دلّلي نفسك، واقضي 15 دقيقة إضافيّة في الحوض الساخن أو الساونا. ابتهجي ببشرتك الحريريّة الناعمة، واشعري بالخطوط العميقة تتلاشى من وجهك.
8 الانفتاح: كوني منفتحةً للمسة المدلّكة. افتحي ذهنك وحرّريه لتقبّل لمستها العلاجيّة. وكوني منفتحةً على شفاء جسمك وروحك وعلى عواطفك واحتياجات جسمك. لا تقلقي إذا شعرت باسترخاء تام بحيث تنامين. كوني منفتحةً على كلّ جانب من جوانب الشفاء.
9 أقصى قدر من الفوائد: عليك أن تدركي أنّه يجب أن تشاركي في كلّ خطوة من رحلتك إلى المنتجع الصحّي. فمنذ وقت تحديد موعدك، وصولاً إلى الأيام أو الأسابيع التي تعقب زيارتك له، عيشي التجربة ثانية. تذكّري كم شعرت بالاسترخاء والنشاط والتجدّد. استنشقي عطراً، أو أضيئي شمعةً تذكّرك بالتجربة لتظلّي تتذكّري هذا الشعور.