متوهّجٌ أنتَ
حينَ أيقضتَ العزم في أوصالكَ
وَبارقٌ أنتَ
حينَ قهرت اليأس بفكرٍ متّقدٍ
لِترسم خطوط أمجادك
أتأمّلك نبراساً يشعُّ منه الاِصرار
وَ ألمعيٌّ لَم تثنه مُلِمّات الدهر
أو أن يستكينَ لِوَطأة الاِنكسار
وَجدّتُك أملاً اِستوطنهُ النجاح
وَ حكاية تَواشَجت فيها ألوان العُمرِ
فكنت مثالاً مشرقاً ..
حينَ وائمتَ بينَ الضَنَكِ والكسبِ
وَبينَ الطفولة وَ الشكيمة
وَ بينَ المَرَحِ وَ الدأبِ
وَبينَ الحرفةِ وَ الصفّ
حتى أنضَجَتك المعارف وَ اِنتهجت الصواب
وَ لاحَت لك في الأفقِ دائرة السناء
فَـ لبثت في نقطة الاِرتكاز
تتأمّل الحياة برؤى طيّبة
حتّى أدركت معنى السعادة فَترسَّخَتْ في لبابك
فكنت منهلَ اِبداع
وَ قبس من نور
يقتفي أثره المغيّبين .