توقعت هيئة الانواء الجوية استمرار الاجواء المغبرة وانخفاضا نسبيا في درجات الحرارة بحيث تصل لما دون الـ 45 مئوية، فيما أكدت وزارة البيئة فشل اغلب مشاريع الحزام الاخضر بسبب غياب التخطيط المسبق.وقال بيان صحفي لهيئة الأنواء الجوية أمس: “ان البلاد تتأثر بامتداد المنخفض الجوي الحراري الموسمي ليكون الطقس في المنطقة الشمالية صحواً مع غبار خفيف في بعض الأماكن وفي المنطقتين الوسطى والجنوبية مغبراً في اماكن متعددة مع حدوث عواصف ترابية فيها يتحسن تدريجياً خلال الليل.وأكد استمرار تأثير امتداد المنخفض الجوي الحراري الموسمي ليكون الطقس اليوم الاربعاء في المناطق كافة صحواً ويتحول الى مغبر في بعض الأماكن من المنطقتين الوسطى والجنوبية والرياح شمالية غربية خفيفة الى معتدلة السرعة تنشط في بعض الاماكن من المنطقتين الوسطى والجنوبية، فيما تكون درجة حرارة بغداد الصغرى 26 والعظمى 44 مئوية.وأضاف البيان: “اما أجواء يوم غد الخميس فسيستمر تأثير امتداد المنخفض الجوي الحراري الموسمي ليكون الطقس في المناطق كافة صحواً ويتحول ايضا الى مغبر والرياح شمالية غربية خفيفة الى معتدلة السرعة تنشط في بعض الاماكن من المنطقتين الوسطى والجنوبية مسببة تصاعد الغبار فيها، في حين تكون درجات الحرارة مقاربة لليوم السابق.في غضون ذلك، ذكر مصدر طبي في واسط ان مستشفيات المحافظة استقبلت يوم أمس الثلاثاء أكثر من 90 حالة اختناق بسبب استنشاق الغبار الكثيف الذي غطى اجواء المدينة.وقال المصدر لمراسل “الصباح” في الكوت الزميل حسن شهيد: ان مستشفيات مدينة الكوت استقبلت الثلاثاء أكثر من 90 حالة اختناق لأطفال ونساء وشيوخ وعدد من المصابين بمرض الربو والقصبات الهوائية بسبب استنشاقهم للغبار.واوضح ان المصابين بالاختناف توزعوا بين مستشفى الكرامة ومستشفى الزهراء العام ومستشفى الطوارئ بالكوت.واضاف المصدر ان عددا من المصابين غادروا المستشفيات بعد تلقيهم العلاج فيما رقد عدد آخر منهم لسوء حالتهم الصحية ومنهم مصابون بأمراض الربو والقصبات الهوائية, مبينا ان المحافظة كانت قد انهت استعدادها لاستقبال مرضى الربو بعد ان تم تجهيز المستشفيات بأجهزة العلاجات الخاصة بأمراض القصبات الهوائية.في تلك الاثناء، بدأت وزارة البيئة بالتنسيق مع دول الجوار وفقا لإعلان انقرة العام 2010 لتحديد مصادر العواصف الترابية في البلاد ووضع الدراسة اللازمة بشأن مشروع الحزام الاخضر، مبينة ان مشاريع الحزام الاخضر التي نفذت اغلبها أنتهت الى الفشل نتيجة لعدم التخطيط لها مسبقاً.وقالت مديرة قسم مراقبة الهواء والضوضاء سوزان سامي لـ(المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي): “لدينا مجموعات لدراسة حالة العواصف بالتعاون مع دول الجوار وفقا لإعلان انقرة العام 2010 لرصد مواقع العواصف الترابية كون ليست جميع العواصف الترابية مصدرها العراق بل أن قسما منها مصدره شرق سوريا وشرق الاردن والسعودية”.وأوضحت أن “الوزارة تعمل على تحديد مصادر العواصف الترابية وتحديد مساحاتها والمساحة المطلوبة بالزراعة واتجاه الرياح فلا توجد اية فائدة من زراعة الحزام الاخضر دون معرفة ما تم ذكره سابقاً على اعتبار ان الحزام الاخضر لا يمنع العواصف بل يخففها”.وبينت ان “غالبية مشاريع الحزام الاخضر السابقة فشلت نتيجة لغياب التخطيط لها من خلال تحديد المكان واتجاه الرياح وتوفير المياه ونوع التربة الى جانب عدم تحديد نوع النباتات المطلوب اعتمادها”. ويتعرض العراق بشكل متواصل الى هبوب عواصف ترابية تخلف اضرارا كبيرة خصوصا على الجوانب الصحية والاقتصادية. وتشير دراسة لوزارتي الزراعة والعلوم والتكنولوجيا الى أن اسباب نشوء العواصف الترابية بكثرة في السنوات الاخيرة ناتجة من أن معظم اراضي العراق تقع ضمن المناطق غير مضمونة الامطار سنويا ومنها صلاح الدين شمالا والانبار غربا وبغداد والفرات الاوسط والمحافظات الجنوبية. وتشير الدراسة الى ان المناطق المخصصة للرعي بدأت وبعد العام 1991 تزرع بمحاصيل ستراتيجية كالحنطة حيث ادى ذلك الى الاضرار بالتربة وقلة تماسكها نظرا لقلة الامطار وانخفاض الغطاء النباتي او عدمه عرض التربة للتعرية وتطاير الاتربة.