دور حبيب بن مظاهر الاسدي في معركة الطف :
لقد جعل الامام الحسين (عليه السلام) حبيب على ميسرة أصحابه عند التعبئة للقتال ، تعظيماً له ، فقد استأذن حبيب بن مظاهر الاسدي الامام الحسين قبل المعركة بأيام في أن يأتي قومه من بني أسد الذين كانوا قريبين من موقع المعركة فيدعوهم إلى نصرة الحسين، فأذن له. وقد استجاب لدعوة حبيب بن مظاهر من هذا الحي من بني أسد تسعون مقاتلا جاءوا معه يريدون معسكر الحسين، ولكن عمر بن سعد علم بذلك فوجه إليهم قوة من أربعمئة فارس، (فبينما أولئك القوم من بني أسد قد أقبلوا في جوف الليل مع حبيب يريدون عسكر الحسين، إذا استقبلتهم خيل ابن سعد على شاطئ الفرات، وكان بينهم وبين معسكر الحسين اليسير، فتناوش الفريقان واقتتلوا، فصاح حبيب بالأزرق بن الحرث: مالك ولنا، انصرف عنا، يا ويلك دعنا واشق بغيرنا، فأبى الازرق، وعلمت بنو أسد ألا طاقة لهم بخيل ابن سعد، فانهزموا راجعين إلى حيهم، ثم تحملوا في جوف الليل جوفا من ابن سعد أن يكسبهم، ورجع حبيب إلى الحسين فأخبره) (1).
(1) الخوارزمي: مقتل الحسين: 1 / 243 - 244، وبحار الانوار: 44 / 386 - 387.
دور حبيب بن مظاهر الاسدي في معركة الطف :
ولما زحفت جيوش الضَلال نحو معسكر الحسين ( عليه السلام ) وأحاطت به وبأصحابه قال حبيب بن مظاهر الاسدي، لزهير بن القين : كلِّم القوم إن شئت وإن شئت كلَّمتُهم .
فقال له زهير : أنت بدأت بهذا فكن أنت تكلمهم فقال لهم حبيب : أما والله لبئس القوم عند الله غداً قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرية نبيه وعترته وأهل بيته ، وعُبَّاد أهل هذا المصر المجتهدين بالأسحار والذاكرين الله كثيراً . فقال له عزرة بن قيس : إنك لتزكِّي نفسك ما استطعت ، فأجابه زهير بن القين : يا عزرة ، إن الله قد زكاها وهداها ، فاتق الله يا عزرة فإني لك من الناصحين ، أنشدك الله أن تكون ممن يعين الضلاَّل على قتل النفوس الزكية .
( تاريخ الطبري : 4 / 316 ) .