Wednesday 20 June 2012
بوسعها تمييز 99 مليون لون مضافة لما تراه العين العادية
العثور على «سوبرومان» بقدرة خارقة على الرؤية
حقق العلم اكتشافا مثيرا بالعثور على إرأة انكليزية قادرة على رؤية عدد من الألوان يزيد بنحو 99 مليون عما يراه الشخص العادي، ولهذا أطلق عليها لقب «المرأة الخارقة». ويبيّن البحث أسباب هذه الظاهرة وأنها أيضا خاصية نسائية لا يتمتع بها الرجال.
_______________________________
ربما انطوى وصف هذه المرأة بأنها «سوبرومان» على شيء من المبالغة. فهي ليست صاحبة جسد فولاذي ولا تستطيع مزاحمة الطيور في سمائها. وحتى عندما يتعلق الأمر بعينيها، فهي لا ترى عبر الجدران أو تصهر المعادن بأشعة نارية تطلقها منهماعلى أن موهبتها غير العادية تتمثل في أنها قادرة على رؤية ما لا يراه غيرها من معظم البشر، وخاصة الرجال. فقد أثبتت الفحوص والأبحاث الطبية والعلمية التي أجريت عليها أن بوسعها تمييز 99 مليون لون تقع جميعا خارج المجال الذي تلتقطه العين العادية.
وتقول الدكتورة غابرييل جوردان وفي ورقة نشرتها على مجلة «ديسكوفر» العلمية الأميركية، إن البصر هو الأكثر تعقيدا بين سائر الحواس الخمس. والقدرة التي تميز بها العين الألوان تعود الى خلايا بصرية تسمى cones «الخلايا المخروطية»، يتمتع الإنسان بثلاثة أنواع منها توصف مجتمعة بأنها trichromatic «ذات اللونية الثلاثية». وفي بعض الأحيان يحرم شخص ما من هذه الثلاثية فيتمتع باثنتين فقط منها فيصبح dichromatic «ثنائي اللونية» أي أنه عاجز عن الرؤية إلا بالأبيض والأسود ولهذا فهو مصاب بعمى الألوان.
وتمضي هذه الباحثة العلمية قائلة إنها أمضت الأعوام العشرين الأخيرة في مهمة للعثور على أي شخص يتمتع بالرباعية اللونية tetrachromat - أي بأربعة أنواع من تلك الخلايا المخروطية - التي تتيح رؤية 100 مليون لون. وقارن هذا بالشخص ذي اللونية الثلاثية القادر على رؤية مليون لون فقط.
والواقع أن الدكتورة جوردان وفريق أبحاثها تمكنا من العثور على عدد من الأشخاص الذين يتمتعون بأإبعة أنواع من خلايا المخروط. لكن اتضح ان هذا نفسه ليس كافيا لأن يصبحوا من أصحاب الرباعية اللونية. فقد تمكنت امرأة واحدة من سائر هؤلاء على اجتياز الاختبار الذي يثبت أنها تتمع بهذه الخاصية بشكل فعلي.
وكان هذا الاختبار عبارة عن صورة لثلاث دوائر ملونة تحمل اختلافات لونية لا يستطيع رؤيتها الا شخص يتمتع بخاصية الرباعية اللونية المتولدة عن حمله أربع مجموعات من خلايا المخروط. أما المرأة الوحيدة التي اجتازت الاختبار بنجاح فلم يشكف من هويتها سوى أنها طبيبة تعيش في شمال انكلترا. ولذا فقد أشير اليها فقط برقمها على قائمة المتوطوعين وهو cDa29.
وقالت الدكتورة جوردان إن نتيجة الاختبار «جعلتني أتقافز مثل طفل قدمت اليه لعبته المفضلة. فقد صرنا نعلم ان الرباعية اللونية موجودة لدى بعض الناس وليست مجرد خيال علمي. لكن ثمة أسئلة تبقى معلقة بدون إجابة متاحة لنا، ومن هذه: ما الذي يجعل شخصا معينّا رباعي اللونية بينما لا تتوفر هذه الخاصية تحديدا لأمثاله من اولئك الذين يتمتعون بالأنواع الأربعة من الخلايا المخروطية وهي أساس تلك الخاصية»؟
ويبقى القول إن الخلايا المخروطية الرباعية نفسها حكر على الإناث. فقد أظهر بحث يعود الى العام 1948 أن عمى الألوان نقص تتوارثه الأجيال ذاخل الأسر. لكن الثابت هنا هو أن الرجال فقط هم الذين يتأثرون بهذا العارض وليس أقاربهم من النساء. ويرجع العالم الهولندي دي فريس، الذي أجرى البحث، السبب في هذا الى أن الإناث يتمتعن بقدرة على تمييز الألوان أكبر كثيرا من المتوفرة للرجال وذلك بفضل تمتعهن بأنواع خلايا المخروط الأربعة التي لا تتوفر للذكور.