ربما يأتي يوم يكون فيه الإنسان قادراً على السباحة على سطح القمر، وعلى ما يبدو أن كمية هذه المياه ستكون أكبر من تلك الكمية التي كان العلماء يظنونها، وهو خبر سار جداً للبشر، لأنه بدون مياه، لا نستطيع البقاء على قيد الحياة. ويعد القمر واحداً من كواكب المجموعة الشمسية القليلة التي يمكنها استقبال الإنسان بعيداً عن بيئته الطبيعية، ومن هنا، يتولد لدى العلماء الاهتمام باكتشاف المياه على سطحه.
مياه تحت سطح القمر
نشر فريق من العلماء بمعهد "كارنيجي" بمدينة واشنطن، مؤخراً تقريراً في دورية الأكاديمية الأمريكية للعلوم، بقيادة العالم "فرانسيس لاتراي". ويشير الفريق في هذا التقرير إلى احتمالية اكتشاف احتياطيات كبيرة من المياه تحت سطح القمر. وكانت الرحلات الفضائية السابقة إلى هذا الكوكب قد كشفت عن وجود كمية من المياه داخل الفوهات البركانية المنتشرة على سطح القمر. ويحتوي الغبار الرمادي الذي يغطي سطح هذا الكوكب على قطع من الثلج.
ولكن حتى الوقت الحالي، جاء عدد قليل من العلماء على ذكر الاستكشافات العلمية لأسفل سطح القمر بهدف العثور على المياه. وقد أشار فريق العلماء التابع لمعهد "كارنيجي" بواشطن، إلى "احتمالية وجود المياه تحت سطح القمر"، على الرغم من الاعتقاد السائد بأن القمر خالي من المياه دون التفكير أن هذه المياه قد تكون متواجدة داخل الصخور القمرية نفسها.
ولكن لا تظنوا أن سطح القمر يحتوي على شلالات أو أنهار مائية. فكم هذه المياه محدود للغاية، على الرغم من أن الكثيرين كانوا يعتقدون بوجود كميات كبيرة من المياه على سطح هذا الكوكب. ويقدر العلماء الأمريكيون نسبة هذه المياه بحوالي 5 أجزاء في المليون جزء، وهو ما يعد على كل حال، ضعف التقدير الذي توصل إليه العلماء في السابق.
كويكب ضخم هو السبب في وجود المياه على سطح القمر
يتحدث العلماء عن كويكب ضخم، تقريباً في حجم كوكب المريخ، اصطدم بكوكب الأرض منذ أربعة مليارات عام، وقد تجمعت المواد الناتجة عن هذا التصادم ببعضها، مكونةً ما نعرفه اليوم بكوكب القمر، الذي احتفظ بكم معين من جزيئات المياه أثناء تعرض حممه البركانية إلى البرودة.
وقد أجرى فريق معهد "كارنيجي" اختبارات على عينات الصخور التي تم الحصول عليها من مهمة "أبولو" الفضائية منذ أربعين عاماً، وتوصلوا إلى وجود مكونات من عنصريّ الأوكسجين والهيدروجين بهذه الصخور، وهو ما دفعهم إلى الاعتقاد بوجود المياه داخل الصخور القمرية.