إصدحي ياحناجر للحُسين ورددي
حديث دمعٍ وبالحزنِ له حباً أنشدي

لا تطوى له الذكرى وإن جرى الدهر
ولقد كتبنا بالزبورِ من قبلِ يومه يُخلدِ

كيف يمحى يا ذا وقد حفتهُ عين الله
والحزنُ رفيق دربٍ لنا منذو المولدِ

ما شُقت له الاكفانِ، و لا رفعَ لمغتسلٍ
والاملاكُ حجتهُ ثلاثٍ قبل أن يوؤدي

أحكي إليك حسرة الايتامِ حين العطشِ
غارت عيونهمُ وكادت بالجفونِ توصدِ

وشَع بالظلماءِ بدراً تهاوت تحته الشهبُ
فَراحَ ينجدل كل مغوارٍ بالحرب يُجندِ

ما أرعبته تلك الفصائلُ وإن تكاثرت عليهِ
يطوى الفصيل على الفصيلِ كحلوى العيدِ

ظنوا إن من الغريُ فتح القبر وعاد عليا
فزمجر بهم أنا العباسُ صنديداً أبن صنديدِ

جَسَ الفرات بجمرة الفؤادِ لواحاً له العطشِ
فسقى الماء من ماء الاخوةِ والقلبُ مقددِ

ملئ الاملُ وجاد بالنفسِ ليحفظَ الرَضع
فحاكوا عليه كل دنيةٍ ، فكيف يلاقوا الاسدِ

كتائب الجيش والنخلُ عليه بالحقدِ تأمروا
وأمطروهُ سيلاً من السهامِ جاوزت الـحدِ

ويكيلُ لهم القتلَ، حتى ظنوا يوم الحشرِ
لولا الخسةِ التي فيهم ولها أهلاً وموردي

لغاصَوا ببحرٍ من الدمِ والقتل بلا منقذُ
يهوي بالرمحِ وبيمينهِ قبضتَ المهند

كيلُ السندرا حين نشبَ الجدالِ بالسيوف
ما رفع قائماً له إلا وفيه الاروح تُحصدِ

يُلثمُ شفاه الموت جثثاً لا تحصى وردوها
يلوي الميمنةَ على الميسرة بغارة الطودِ

ليس كلُ من حمل الاحلام كأبى الفضلِ
حمل فوق صدرهِ صوت علياً ودين محمدِ

وبين ناظريهِ يرى أمه الزهراءِ وهي تنعاهُ
وبين كفيهِ يخالجهُ إن الحسنَ كان ينادي

قف حيث الحُسينِ وخُذ منه قوة الصبر
فواللهِ ليس أيوب مثلهُ لا ولن يصل العدِ

إبن الرسالةِ ذاك سبط النبي الاكرمِ
ليس لمثلهِ على الارضُ ، ولم يولدِ

هذا أبن البتول الطهرُ وحيدرةً والده
وأخاه المجتبى وله جدٍ خير الجدودِ

..........

مما راق ذائقتي
نُقلت عن كاتبها
عقيل العراقي