إن زيادة التطرف مدعاة قلق للعالم كله، ولكن إذا أمعنا النظر نجد أنه أكثر تهديدا في العالم العربي. يقول بعض المتعاطفين مع داعش أن العدو هو الغرب ويتفاخرون بالهجمات ضد الغرب بدعوى أن الحرب الحقيقية هي ضد المرتدين.
دعونا نلقي نظرة على أعمال هؤلاء المتطرفين: على شاطئ سوسة في تونس، قتلوا سياحا أوروبيين. ولكن عندما نحلل الأمر ، ندرك أن هدفهم هو تدمير السياحة التي توفر ما يقرب من 15 في المئة من الدخل القومي في تونس، وبالتالي زعزعة استقرار بلد ديمقراطي في العالم العربي. فالهدف الحقيقي للمتطرفين هو الاستيلاء على السلطة في تونس. الضحايا الغربيون كانوا مجرد وسيلة لتحقيق هذه الغاية.
وكان المقصود من تفجير مسجد شيعي في الكويت هو زيادة التوتر بين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية الكبيرة في هذا البلد، بهدف نهائي متمثل في إطلاق العنان لحرب أهلية بين السنة والشيعة ينضم فيها المتطرفون إلى الجانب السني كما فعلوا في سوريا والعراق. وقد اتبعوا نفس الهدف في المملكة العربية السعودية حيث يسعون إلى زعزعة استقرار البلاد. والأمثلة في بلدان أخرى كثيرة.
الدول الغربية والمسلمة هي من دون أدنى شك مستهدفة، ولكن الضحايا الفعليين هم الدول العربية. إن داعش تتغذى على الفوضى والدم، لذلك فإن ما يسمى خلافة ليست هي الخطر الحقيقي،لأنها عاجلا أو آجلا سوف تنهار، بل الخطر هو الضرر البعيد المدى الذي تتسبب به داعش في المجتمعات العربية والاقتصادات والهياكل السياسية.
ألا تعتقدون أن على كل مواطن العربي أن يمنع هذه الجماعات من تحقيق أهدافها؟