السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الامام علي عليه السلام (يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه)
شبه الامام علي عليه الصباح بالانسان الذي يريد ان يتكلم فهو يخرج لسانه ثم ينطق بالكلام فخروج لسان الصباح هو طلوع الفجر وتحريك لسانه بالنطق هو اصداره للضوء شيا فشيا
وفي تشبيه نور الصباح باللسان تشبيه بديع لان نور الصباح يكون مختبئاً وراء الافق ثم يخرج ويمتد شيئاً فشيئاً كما يخرج اللسان بعد ان يكون مختبئاً في الفم ويمتد الا ان اللسان يعطي الكلام والصباح يعطي النور
يشير الامام علي عليه السلام في هذه الجمله الى معجزه كبرى من معجزات الله الله تعالى في فلق النور واخراج الصباح وهي معجزة الفجر الذي يطلع علينا كل يوم يشق افق الظلام معلنا ولادة يوم جديد في اعجاز جديد
فلولا قدرة الله تعالى لظل اليل دائما على البشر لكنه بتقديره ورحمته يفلق لنا الصباح حاملا معه النور العميم الذي يمهد لنا الطريق الى العمل والسعي والمعاش
بعد ليل مريح تخلله النسمات المنعشه العليله
يمتد الصباح من طلوع الفجر الى طلوع الشمس وهي فترة لا تعد من الليل ولا تعد من النهار انها فتره يتداخل فيها الليل مع النهار ويكور فيها النهار على الليل
يقول تعالى (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل)
وهذه الظاهره خاصه بالارض وناتجه عن وجودالغلاف الجوي وحول لارض المليء بالغازات والمعلقات وبخار الماء ولولا هذا الغلاف لكانتبداية الصبح لحظه واحده بمجرد شروق الشمس كما يحصل في القمر اما مع وجود الغلاف الجوي فان اشعة الشمس قبيل شروق الشمس تنتثر على الذرات الموجوده في الجو
وتنتشر معطيه اضاءة بسيطه في الجو تبدا من الفجر وحتى بزوغ الشمس وينقسم الى الفجر الى فجرين الفجر الكاذب والفجر الصادق والذي يراقب ظهور الفجر من اوله يرى ان الفجر يمر بمرحلتين في الاولى يظهر في السماء ضوء بسيطعمودي الافق في المكان الذي ستشرق منه الشمس وهذا الضوء كلما امعن فيه
الناظر زاد اسوداداًوهذا هوالفجر الكاذب ثم يظهر فيالسما نور معترض على امتداد الافق وكلما حدق فيه الناظر زاد نورا ووضوحا وهو الفجر الفجر الصادق المعول عليه في الواجبات الشرعيه كالصلاة والصوم
من كتاب سلو امير المؤمنين عن علوم الاولين والاخرين