.
.
الباعةُ يملأونَ الأرض
لم يتركوا لي قدماً
ألهثُ بنشيجٍ أنضحُ بعرقٍ غزير
اللصوصُ لا تدعُ مَجالاً للنفس
لستُ أدري وخلفي صبية
يتعثرونَ بسُبابهم يتضاحكون
يسخرونَ بقسوة
أتفجرُ دماً في كلّ لحظة
ليتَ أبي كانَ معي ولم ينفضْ يدهُ مني
يقبضُ على مقلتي ببضعِ دراهم من أمس
فالناسُ وحوشٌ ضاريةٌ يا أبي
تفترسُ الحلوى
تحجبُ الزيفَ في غدي
ليسَ عدلاً أن ينتزعَ لطفَ اللهِ من فمي
يا أبي
هل ثمةَ شيئ يدعو للبكاء ؟
أستحضرُ معناهُ فأقول :
أختارُ الكذبةَ المناسبةَ من كلّ قلبي
أنا لا أدري
لِمَ تعاميت ؟
هي وحدها تقفُ تلكَ اللحظة
تنظرُ لي نظرةً خاطفةً من بعيدٍ آخرالسوق
يتسللُ من عينيها حزنٌ يطبقُ على شفتيها
وضعها القدرُ أمامي
تبكي حانيةً حانية