دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رغم أن الألم الذي يعيشه اللاجئون، في محاولة اقتلاع جذورهم من بلدانهم المكنوبة يعتبر قاسياً للغاية، إلا أن هذا الألم كان بمثابة مصدر إلهام لكثير من الفنانين.
وعمل الرسام الجنوب أفريقي ويليام كنتردج، في فيلم من الرسوم المتحركة باسم "More sweetly play the dance" والذي يلخص حركة اللاجئين عبر الحدود والأراضي، واصفاً إياه بـ"رقصة الموت".
ويغطي هذا الفيلم للرسوم المتحركة جدران طابق كامل في غاليري "ماريان غودمان" في العاصمة البريطانية لندن، حيث عُرض على ثماني شاشات، يبلغ طولها 45 متراً، وتتحرك عليها ظلال أعداد غير متناهية من اللاجئين، وهم يتراقصون على أنغام موسيقية ويحملون ما بقي من مقتنياتهم على أكتافهم.
وحين يقف الزائر في وسط المعرض وهو محاط بهؤلاء اللاجئين، يشعر للحظة بالكم الهائل من الأشخاص الذين يبحثون عن مأوى، ويذكر مئات آلاف اللاجئين الذين قدموا إلى أوروبا في الأعوام القليلة الماضية.
لكن، الفيلم لم يكن نتيجة للأحداث التي تحصل مؤخراً، بل نتيجة عمل استمر لسنوات.
وانتهى المشروع قبل تفجر أزمة اللاجئين في أوروبا مؤخراً.
تعرف أكثر على الفيلم في الصور أدناه:
يتضمن معرض الفنان ويليام كنتردج في غاليري "ماريان غودمان"، على صور تحكي قصة زحف اللاجئين بشكل متمايل وراقص باتجاه "المستقبل المجهول". لكن، تم هذا العمل قبل أشهر من انتشار أزمة اللاجئين الأخيرة.
ويجمع هذا الفيلم الذي يمتد لفترة ربع ساعة ممثلين حقيقيين ورسومات من الفحم وأشكالاً من الكرتون ورسوم متحركة على أنغام موسيقية.
ويمتد العرض على ثمان لوحات إسقاط يبلغ ارتفاعها 45 متراً. ويقول كنتردج إنه لطالما أبهره تخيل زحف اللاجئين و"رقصة الموت".
يشعر الجالسون في منتصف المعرض بأنهم محاطون بآلاف اللاجئين، ما يجعلهم يشعرون ولو بجزء بسيط من الواقع المريع.
ويجمع كنتردج مثالين لمحاولتين فاشلتين في خلق الدولة الفاضلة. الأولى هي اللجنة الثورية الباريسية في العام 1871، والتي تظهر إحدى صحفها على الجدار، والثانية هي الصين في القرن العشرين بقيادة ماو ززيدونغ.
في جانب ثانٍ من المعرض، يوجد عرض فيلم ثلاثي الأبعاد باسم "Notes Towards a Model Opera"، حيث توجد عارضة أزياء ثلاثية الأبعاد تعيد تمثيل أغاني الأوبرا الوطنية الصينية.
وتعاونت الراقصة الجنوب أفريقية دادا ماسيلو، الظاهرة في العرض، مع كنتردج مرات عديدة. وتظهر هنا باللباس الرسمي للجيش الصيني، وهي ترقص عبر الخرائط والدفاتر والملفات.
وتظهر شعارات على الشاشة اُستوحيت من الشعارات التي وجهتها الحكومة الصينية لشعبها في فترة الثورة الثقافية الصينية في منتصف القرن الماضي. وأثناء تلك الفترة، لقى ملايين الصينيين حتفهم بسبب قرارات كارثية اتخذتها الحكومة.
أما عدم الثقة بين الحكومات والأفراد فهي الفكرة الأساسية التي تخللت العرض.