الأحد, 17 حزيران/يونيو 2012 10:22
بغداد /إيلاف: البداية كانت مع إختصاصية التجميل أمينة القرة غولي، التي أكدت أن العراقيات يُقبلن إقبالاً كبيراً على الأعمال التجميلية المختلفة أبرزها شدّ الوجه، تكبير الوجنتين والشفاه. وذلك لمواكبة الموضة التي بدأت المرأة العراقية تحرض على مواكبة أحدث صيحاتها. وقالت أن ما يثير الدهشة هو إنتشارها بشكل كبير بين المحجبات اللواتي يحرصن على التجميل قدر حرصهن على الحجاب.
تعبئة شفاه وتشبّه بالنجمات
وفي صراحة غير معهودة، قالت الآنسة هيفاء الجبوري، أنها عملت على تعبئة شفاهها بسبب عدم تناسقهما. وأنها تشعر بسعادة بالغة اليوم، كونها إستطاعت أن تجعل شفاهها متناسقة وجميلة من خلال الحقن. وهي قد فكرت بالتوجه الى الأردن للقيام بذلك، لكنها بدّلت رأيها بعد أن علمت بوجود إختصاصيين عراقيين على قدر من المهارة.
وقالت الطالبة الجامعية، لمياء الدجيلي، أن جميع من حولها يشبهها بالفنانة اللبنانية نانسي عجرم وأن كل ما كانت تحتاج إليه هو تكبير الشفاه لتبدو نسخة عنها. وبالفعل فقد نجحت، عبر إستعمال الحقن، من الحصول على شفاه مكتنزة، وهي تشعر اليوم أنها اكثر جمالاً من السابق.
تجميل بهدف إتباع الموضة
وتُرجع صاحبة صالون الجميلة في بغداد، سميرة أحمد، إنتشار عمليات التجميل لاسيما شدّ الوجه وحقن الشفاه لتكبيرها، الى حرص المرأة العراقية اليوم على إتباع الموضة وتأثرها الشديد بوسائل الاعلام وكل ما يقدم من إعلانات تجميلية تشكل عامل إغراء لها. وأن هذه العمليات باتت سهلة ولا تتطلّب الكثير من الوقت والجهد.
وقالت غفران العبيدي، التي تتقن رسم الشفاه وتحديدها، أنها الظاهرة الاكثر إنتشاراً، ليس فقط في العراق بل في الدول المجاورة والخليج أيضاً، كونها تضفي لمسات جميلة على الشفاه. وأشارت الى أن الطلب على هذا العمل في العراق يفوق بكثير الطلب عليه في الاردن حيث كانت تعمل قبل سنوات.
للتصالح مع النفس!
إحدى الزبونات اللواتي كن حاضرات في صالون للتجميل، أميمة حسن، أبدت سعادتها بحِقَن التعبئة التي أجرتها في الاردن العام الماضي، وقالت أنها تستعد الآن لوضع شامة سوداء على خدّها. في الوقت الذي أكدت فيه صاحبة صالون التجميل، سميرة، أن الوشم أصبح من الأمور الرائجة بكثرة، لأنه سهل، لا يتطلب وقتا طويلاً لإنجازه وتكلفته بسيطة.
ووفق بعض الإستطلاعات، فإن النساء تُقدِم على عمليات التجميل في العراق بنسبة 95 في المائة. وتنتشر في بغداد اليوم الكثير من عيادات التجميل المتخصصة في أدق العمليات التجميلية، كشفط الدهون، شدّ الصدر وشدّ الوجه، ويقدّر عددها بنحو ثلاثين مركز في بغداد وحدها.
وتروي سهام حسن أن عملية تجميل أنفها جعلها تتصالح مع نفسها بعدما كان أنفها قبيحاً، الى درجة فكرت فيه بالإنعزال عن المجتمع. وبعد أن أجرت جراحة تجميلية لأنفها، تغيرت ملامح وجهها بشكل كبير وصارت تشعر بالتصالح مع نفسها. لكنها تعلّمت، من خلال هذه التجربة، أن الكثير من الاشخاص يحكمون على الآخرين من خلال مظهرهم الخارجي.
وقد تحقق حلم لمياء المتوكل في إزالة تصبغ من وجهها (وحمة) عبر عملية تجميل، بعد أن كان لها اثراً سلبياً على سلوكها ونفسيتها منذ صغرها.
وقالت السيدة سلمى المتوكل، أنها قامت بحقن شفتيها، تلبية لرغبة زوجها. وهي تدافع دفاعاً قوياً عن عمليات التجميل وتعتبر أنها ساهمت في التخفيف من معاناة الكثير من النساء القبيحات أو اللواتي يعانين من بعض التشوهات، ما يسهم في بناء شخصية نسائية سوية في المجتمع.
وأكدت الطالبة الجامعية، كوثر حسن، التي أجرت وشماً لحواجبها أن زميلاتها يقبلن على الوشم للحصول على شكل أجمل، لاسيما وأن بعضهن يتأثر كثيراً بالممثلات وعارضات الأزياء. وتحصي، كوثر، نحو عشرة من زميلاتها قمن بتعبئة شفاههن ووضع (شامة) على الوجه.
مراكز تجميل بالجملة
في حين ترى الناشطة في إحدى الحركات النسائية والمتابعة لموضة المرأة العراقية، رحاب محسن، أن بعض العمليات التجميلية تمثل نوعاً من الترف الذي لا حاجة له. فثمة نساء يحاولن التشبّه بفنانة أو مذيعة مشهورة، عبر إجراء تغييرات في شكل الوجه والصدر.
ويرجع ذلك، في جزء كبير من أسبابه، الى القنوات الفضائية التي تقدم معايير جمال تختلف عن تلك الموجودة في المجتمع، فتحاول المرأة أن تحصل على معايير مثالية في الجمال، غير مناسبة لعادات وتقاليد المجتمع الذي تعيش فيه مما يعرضها الى الإنتقاد والمضايقة من قبل الآخرين.
وبحسب، رحاب محسن، فإن الإزدواجية في السلوك تبلغ أشدّها حين نرى المحجبات يقبلن على تعبئة الخدود والشفاه بشكل مبالغ به.
وفي مناطق بغداد التجارية تنتشر بشكل فوضوي الإعلانات الخاصة بمراكز وصالونات التجميل، كما تنتشر في الصحف والمجلات، فتشكل عامل إغراء للنساء للحصول على وجه صافٍ وبشرة كبشرة الأطفال.
لكن الإختصاصي في الجراحة التجميلية الدكتور محمد حسين، فقد أكد أن الرجال باتوا يلجؤون أيضاً الى التجميل لإزالة بعض التشوهات الخلقية أو تلك الناتجة عن حالات مرضية أو حوادث عارضة. وغالباً ما تكون هذه التشوهات في الوجه والأجزاء الاخرى الظاهرة في الجسم. معتيراً أن هذه الجراحات باتت آمنة اليوم، لكن لا تخلو من بعض الأخطاء إذا لم يتم إجراؤها لدى أهل الإختصاص والخبرة.
وأضاف الدكتور حسين:" أكثر ما تعاني منه النساء العراقيات هو السواد الجفون وتصبّغ الوجنتين بسبب التعرض المفرط لأشعة الشمس دون إستعمال الكريمات الواقية من أشعة الشمس، فيحاولن التخلص منه بواسطة التقنيات التجميلية المناسبة. لكن لا يمكن أن ننكر وجود بعض النساء المولعات بالتجميل الى حد الهوس، حيث يبدأن من كافة أجزاء الوجه وصولاً الى أجزاء الجسم المختلفة".
ويرى خبير التجميل، جعفر كامل، الذي يعمل في مركز للتجميل في منطقة الكرادة في بغداد، أن نضج الخبرات الطبية في البلاد، بعد العام 2003 ، ودخول تقنيات حديثة في مجال التجميل، بالإضافة الى إرتفاع القدرة الشرائية للأسرة العراقية، جميعها عوامل ساهمت في الاقبال الكبير على عمليات التجميل . ويقول أن العاملات في الوسط الفني العراقي وفي القنوات والفضائيات العراقية ، هن الأكثر تردداً على صالونات ومراكز التجميل. ويحصي العشرات منهن بين زبائنه من دون أن يفصح بأسمائهن.
وكل ما يمكن قوله هو أنه، وبعد أن كانت معظم عمليات التجميل في البلاد تقتصر على العمليات الترميمية والتقويمية لاسيما في المستشفيات، فقد تحولت اليوم إلى ظاهرة واسعة