عند السير في مدينة أبينتسيل في سويسرا قد نرى كبارا يدخنون السجائر ويعطونها لصغارهم كي يدخنوا معهم فيدخن الأطفال ويدخل الدخان إلى رئاتهم في عمر ست سنوات مثلا، أمام عيون والديهم الذين يباركون لهم ذلك ويقولون: “لا مانع لدينا”. إنه أمر غريب. ولكن لماذا يسمح الآباء والأمهات لأولادهم بالتدخين في سويسرا؟
من الطبيعي لسكان مدينة أبينتسيل رؤية أطفالهم بعمر ست سنوات وهم يضعون السجائر في أفواههم ويدخنون. ولكن ذلك لا يحدث على مدار العام بل يتم في مناسبة تحدث مرة واحدة كل سنة. وذلك في حدث يُعرف بـ “احتفالية سير الأبقار”. وهي احتفالية سنوية تقام في فصل الخريف بمناطق جبال الألب الأوروبية تسير فيها قطعان الأبقار بعد أن تكون قد تغذت من المراعي الجبلية في فصل الصيف. ويصل عدد الأبقار التي تتغذى صيفاً في مراعي الألب الجبلية (في سويسرا والنمسا وألمانيا) إلى مئات الآلاف في عملية تعرف بـ “الانتجاع”، بحسب موسوعات عامة.
السلطات المحلية في المدينة تسمح رسميا بتدخين الأطفال في هذه المناسبة، وعند استفسار المسؤولين حول ذلك يقولون إن السماح بالتدخين يحدث مرة واحدة في السنة وإن هذه التقاليد موجودة منذ القِدَم. ولا يُعرَف أصل هذا التقليد على وجه التحديد. والكثيرون في كانتون “أبينتسيل إنَرهودِن” السويسري الذي تقع فيه مدينة أبينتسيل كانوا قد دخنوا السجائر في احتفاليات استعراض المواشي والأبقار في السابق، لكن المختلف حاليا هو أن عقلية الناس إجمالا قد تغيرت عنها في الماضي، من حيث الوعي بمضار التدخين، فالتدخين إجمالا ممنوع في الأماكن العامة المغلقة وفي المطاعم والحانات في سويسرا وكذلك في أبينتسيل، حمايةً لغير المدخنين وخاصة الأطفال.
منقول