بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
لا يوم كيومك يا أبا عبد الله... نعم لا يوم كيومك... فيومك يا سيدي أبكى الكون كله، بكت السماوات والأرضون... والأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون ... وحق لمن أراد أن يبكيك أن يقول: لأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَما.
يومك يا سيدي هو عنوان نهضتنا، ومشعل هدايتنا، ورمز قضيتنا، وبه وفيه ومنه تتشكل هويتنا، وإذا كان من المستحيل أن نصل إلى يومك بأجسادنا فإننا قد وصلنا بعقولنا وقلوبنا فها نحن نخاطبك سيدي ومولاي وكأننا معك على أرض كربلاء: لَبَّيْكَ دَاعِيَ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي فَقَدْ أَجَابَكَ قَلْبِي وَشَعْرِي وَبَشَرِي وَرَأْيِي وَهَوَايَ عَلَى التَّسْلِيمِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ الْمُرْسَلِ وَالسِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ وَالدَّلِيلِ الْعَالِمِ وَالأَمِينِ الْمُسْتَخْزَنِ وَالْمُوصِيَ الْبَلِيغَ وَالْمَظْلُومَ الْمُهْتَضَم.
يومك ياسيدي هو يوم الله و" قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ مَا أُمِرْتَ بِهِ وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَتَمَّتْ بِكَ كَلِمَاتُهُ وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِهِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِين" فظفرت بالحسنيين الشهادة والنصر، وأنا ياسيدي "أَشْهَدُ أَنَّ لَكَ مِنَ اللَّهِ مَا وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالْفَتْحِ وَأَنَّ لَكَ مِنَ اللَّهِ الْوَعْدَ الْحَقَّ فِي هَلاَكِ عَدُوِّكَ وَتَمَامَ مَوْعِدِهِ إِيَّاك".
وفي يومك هذا من كل عام ترتفع رايتك فوق كل الرايات في جموع المؤمنين فيلتف حولها الموالون يذرفون العَبرة ويتفكرون بالعِبرة فتشفى صدورهم من أغلال الشياطين ووساوسهم، وتنقى عقولهم من الأفكار والثقافات الدخيلة، وتصلح سلوكهم من الانحراف والرذيلة.
إننا وفي يومك العظيم نعقد المجالس وننصب المئاتم ونقيم العزاء لكي نتذاكر ما حدث في كربلاء ولكن لا لكي نبكي لما جرى فحسب بل وأيضا لكي نستل منها ما يعالج واقعنا ويصحح مسيرتنا ويمنع فرقتنا ويشد من أزرنا أمام التحديات الكبرى التي تطل علينا من كل حدب وصوب.
أيها المؤمنون: إن السهام التي صوبت نحو الحسين وخيامه وعياله ما زالت تصوب على أمة جده وشيعته ومحبيه، وإن السيوف التي مزقت جسد الإمام الحسين وأصحابه ما زالت موجودة وهي تعمل ليل نهار لتمزق جسد هذه الأمة ولن تتردد في استخدام السهم المثلث لانتزاع روح وريح هذه الأمة.