بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قال الإسفرايني : (ويروى) عن الرسول عليه الصلاة والسّلام أنه قال : (( إذا كان يوم القيامة تقبل فاطمة على ناقة من نياق الجنة، وبيدها قميص الحسين (عليه السّلام) ملطّخ بدمه، فتصرخ وتزجّ نفسها عن الناقة، وتخرّ ساجدة لله عزَّ وجلَّ، وتقول : إلهي وسيدي ومولاي، احكم بيني وبين مَن قتل ولدي الحسين (عليه السّلام) . فيأتيها النداء من قِبل الله عزَّ وجلَّ : يا حبيبتي وابنة حبيبي، ارفعي رأسك ؛ فوعزتي وجلالي لأنتقمنَّ اليوم ممّن ظلمك وظلم ولدك . ثمَّ يأمر بجميع من حضر قتل الحسين (عليه السّلام)، ومن شارك في قتله إلى النار )) .
وعن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنه قال : (( إذا كان يوم القيامة جاءت فاطمة في جماعة من نسائها، فيقال لها : ادخلي الجنة . فتقول : لا أدخل حتّى أعلم ما صنع(1) بولدي الحسين (عليه السّلام) . فيقال لها : انظري عن يمينك . فتلتفت فإذا الحسين (عليه السّلام) قائم وليس عليه رأس، فتصرخ صرخة، فتصرخ النساء لصراخها، والملائكة أيضاً، ثمَّ تنادي : وا ولداه ! واثمرة فؤاداه !
فعند ذلك يغضب الله، ويأمر ناراً قد اُوقد عليها ألف عام حتّى اسودّت، ولا تدخلها ريح ولا يخرج منها أبداً، فيقال لها : التقطي مَن حضر قتل الحسين (عليه السّلام)، فتلقطهم، فإذا صاروا في جوفها صهلت بهم وصهلوا بها، وشهقت بهم وشهقوا بها، وزفرت بهم وزفروا بها، ثمَّ ينطقون بألسنة ذلقة ناطقة : يا ربنا، لم أوجبت لنا النار قبل عبدة الأوثان ؟! فيأتيهم الجواب عن الله : أن مَن علم ليس كمن لا يعلم )) .
وروي عن آل البيت (عليهم السّلام)، عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنه قال : (( إذا كان يوم القيامة تأتي فاطمة الزهراء (عليها السّلام) على ناقة من نياق الجنة، خطامها من لؤلؤ رطب، وقوائمها من زمرد أخضر، وذنبها من مسك أذفر، وعينيها من ياقوت أحمر، وعليها قبة من النور يرى باطنها من ظاهرها وضدّه، داخلها عفو الله، خارجها عليها رحمة الله .
وعلى رأسها تاج من النور، وله سبعون ركناً، كلُّ ركن مرصّع بالدر والياقوت، يضيء كما يضيء الكواكب في أُفق السماء . وعن يمينها سبعون ألف ملك، وعن يسارها مثلهم، وجبريل آخذ بخطام الناقة، وهو ينادي بأعلى صوته : غضّوا أبصاركم حتّى تجوز فاطمة . فيغضّون أبصارهم حتّى تجاوز عرش ربها، وتزج نفسها عن ناقتها، وتقول : إلهي وسيدي ومولاي، احكم بيني وبين مَن ظلمني وقتل ولدي .
فإذا النداء من قِبل الله تعالى : يا حبيبتي وابنة حبيبي، سليني تُعطَي، واشفعي تُشفعي، فوعزّتي وجلالي لا يجاوزني ظلم ظالم .
فتقول : إلهي وسيدي ومولاي، ذرّيتي، وشيعتي، وشيعه ذريتي .
فإذا النداء من قِبل الله تعالى : أين ذرّية فاطمة (عليها السّلام)، وشيعتها وشيعة ذرّيتها، ومحبوها ومحبو ذرّيتها ؟ فيقولون ـ وقد أحاطت بهم ملائكة الرحمن ـ : ها نحن يا ربَّنا . فتقودهم فاطمة (عليها السّلام) حتّى تدخلهم الجنة، وهي آخذة بقميص الحسين (عليه السّلام) وهو ملطّخ بالدم، وقد تعلّقت بقوائم العرش، وهي تقول : يا رب، احكم بيني وبين قاتل ولدي الحسين (عليه السّلام) . فيؤخذ بها ويقال لها : ويلٌ لمن شفعاؤه خصماؤه )) كما قال القائل :
ويـلٌ لـمن شفعاؤُه خـصماؤُه***والصورُ في بَعْثِ الخلائقِ يُنْفَخُ
لا بـدَّ أن تـرد الـقـيامةَ فاطمٌ***وقـمـيصُها بـدمِ الحسينِ مُلَطَّخُ
فـتـقولُ ربِّـي إنني لك أشتكي***قتلَ الحسينِ ابني وها أنا أصرخُ
واللهُ يـأمـرُ بـالـجـميعِ لنارِهِ***ويلٌ لمن قتلوا الحسينَ يُؤَرَّخُ(2)
وفي نور العين قال الإسفرايني : (وروي) عن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه أنه قال : (( إذا كان يوم القيامة ينصب الله سرادقاً من نور بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، والخلائق كلُّهم حاضرون، ثمَّ ينادي منادٍ : يا معشر الناس، غضّوا أبصاركم ؛ فإنّ فاطمة الزهراء بنت محمّد المصطفى (صلّى الله عليه وآله) تريد أن تجوز السرادق .
فيغضّون أبصارهم، فإذا هي مقبلة، فإذا وضعت رجلها في السرادق نوديت : يا فاطمة، فتلتفت فترى ولدها الحسين (عليه السّلام) واقفاً بجانبها من غير رأس، فتصرخ صرخةً لا يبقى ملك مقرّب ولا نبي مرسل إلاّ جثا على ركبتيه، وخرَّ مغشياً عليه . ثمَّ إنها تفيق من غشيتها فتجد الحسين (عليه السّلام) يمسح وجهها بيديه، ورأسه قد عادت إليه، فعند ذلك تدعو على قاتله ومَن أعانه، فيؤمر بهم إلى جهنم، ولا شفيع لهم )) .
(ويروى) عن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه أنه قال : (( إذا كان يوم القيامة يُنصب لفاطمة (عليها السّلام) كرسي من نور فتجلس عليه، فبينما هي جالسة وإذا بالحسين (عليه السّلام) مقبل عليها ورأسه بيده، فإذا رأته صرخت صرخة عظيمة حتّى لا يبقى في الجمع ملك مقرب، ولا نبي مرسل إلاّ بكى لبكائها، فيمثله الله عزَّ وجلَّ في أحسن صورة، ويجمع له مَن حضر في قتلته، والمتجاهر عليه، ومَن أشار في قتله، فيقتلهم الحسين (عليه السّلام) عن آخرهم، ثمَّ ينشرون فيقتلهم الحسن (عليه السّلام)، وهكذا ينشرون ويقتلون حتّى لم يبقَ من ذرّيتنا أحد إلاّ ويقتلهم، فعند ذلك يكشف الهمَّ ويزول الحزن ))(3) .
__________________________________________
(1) وفي ط / 70 : بما صنع .
(2) نور العين في مشهد الحسين (عليه السّلام) ـ أبو إسحاق الإسفرايني / 82، وفي ط / 70 ـ 71 .
(3) نور العين في مشهد الحسين (عليه السّلام) ـ أبو إسحاق الإسفرايني / 81، وفي ط / 70 .