مدينة الحضر ( عربايا ) التاريخية
تطل بوجهها المشرق البهي على بادية الجزيرة الغربية
وتلوذ صخورها بصمت تجاوز 18 قرناً، وهي ما تزل في حالة انتظار وترقب!! إنها الحضر، المدينة الصحراوية السمراء، او كما تسمى مدينة الشمس. وقد قيل عنها (روما الشرق) أو (روما العراق)..!
هي مدينة عربية تاريخية تقع على بعد 80 كم جنوب الموصل. يعتقد أن المدينة أسست في بداية القرن الثاني قبل الميلاد. عرفت مملكة الحضر بهندستها المعمارية وفنونها وأسلحتها وصناعاتها. الحضر كانت في مستوى روما من حيث التقدم حيث وجد فيها حمامات ذات نظام تسخين متطور وأبراج مراقبة ومحكمة ونقوش منحوته وفسيفساء وعملات معدنية وتماثيل.
• شعارها : شعار المدينة هو الصقر، وهو يمثل قوة وهيبة المدينة التي يحكمها آل نصر الأقوياء. اشتهرت الحضر في زمن جذيمة الوضّاح الأبرش والذي اغتالته الزباء ملكة تدمر.
• الموقع : كانت الحضر عاصمة عربية ورد اسمها في عدد من الكتابات الارامية المكتشفة في الحضر باسم (عربايا)، اي بلاد العرب ولهذه المملكة حدود طبيعية هي دجلة من الشرق والفرات من الغرب ومقتربات جبال طوروس من الشمال ومشارف المدائن من الجنوب، الا ان نفوذها امتد الى ما وراء سنجار ثم الى الخابور ونصيبين.
يمتاز موقع الحضر بصفات خاصة، منها الموقع الجغرافي والسوقي الذي يهيمن على الطرق والمسالك البرية التجارية والعسكرية على طريق دجلة والفرات، كما تربط وادي الرافدين والخليج العربي عن طريق البر.
• وصف المدينة الآثرية: مدينة الحضر مستديرة الشكل تقريبا قطرها نحو كيلومترين يحيط بها سوران الاول ترابي، وقد اقامه الحضريون لاعاقة الجيوش الغازية، والثاني الذي يطلق عليه السور الرئيس فهو شبه دائري، كما يحيط بهذا السور خندق.
• المعبد الكبير : ابرز واضخم بناء في الحضر مشيد بألواح من الحجر والجص وواقع في وسط المدينة، حيث تؤدي اليه الشوارع الرئيسية، وهو متجه نحو الشرق لانه مخصص لعبادة الشمس ويعرف لدى الحضريين باسم (هيكلاربا) أي المعبد الكبير.
• ميزتها : وكان للحضر ميزة تجارية حيث ان موقعها يعتبر ملتقى القوافل حيث يربط بين الجزيرة العربية والخليج العربي إلى الشام والبحر الأحمر. وجدت كتابة على أحد المباني تقول:"سنطروق هو ملك العرب". وسنطروق يسمى في التاريخ العربي بالساطرون المشهور بقصة خيانة ابنته له.
حاول الفرس والرومان غزوها مرارا حيث فشل الإمبراطور الروماني تراجان وكذلك الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس عام 199م بعد ان احتل كلاً من بابل وسلوقية و تيسفون لأن سكانها دافعوا عنها دفاعاً عنيداً، و أنهم استخدموا أقواساً مركبة ترمي سهمين مرة واحدة، و أنهم قتلوا بها بعضاً من الحرس الوطني الخاص بالامبراطور. وهزمت جيش الإمبراطور الفارسي أردشير الأول الذي سيطرة على منطقة الجزيرة كلها حتى سقطت بيد الفرس و العرب عام 241م ودمرت تدميرا شديد ومنع أهلها من حمل السلاح. وكانت تلك نهايتها.
مملكة الحضر أو مملكة عربايا هي أقدم الممالك العربية في الهلال الخصيب وتحديداً في السهل الشمال الغربي من وادي الرافدين الذي هو غرب العراق وشرق سوريا حالياً، تمركزت مملكة الحضر في مدينة الحضر التي تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة الموصل على مسافة 110 كيلومتراً. وتبعد عن مدينة آشور القديمة حوالي 70 كيلومتراً. ظهرت مملكة الحضر في القرن الثاني الميلادي وحكمها أربعة ملوك استمر حكمهم قرابة المائة عام.
عرفت مملكة الحضر (مملكة عربايا) بهندستها المعمارية وفنونها وأسلحتها وصناعاتها، الحضر كانت في مستوى روما من حيث التقدم حيث وجد فيها حمامات ذات نظام تسخين متطور وأبراج مراقبة ومحكمة ونقوش منحوته وفسيفساء وعملات معدنية وتماثيل.
• مدينة الحضر التاريخية
ومدينة الحضر مستديرة تقريباً، قطرها حوالي الكيلومترين يحيط بها خندق عميق محكم الجانب كما يحيطها سور مدعم بـ 163 برجاً، ويتكون هذا السور من جدارين عرض كل منهما 3م و 2.5م وبينهما مسافة 12م عند البوابة الشمالية. كما وجد خط ترابي يلف بالمدينة من جميع الجهات على بعد نصف كيلومتر خارج السور ولا يعرف إن كان سوراً خارجياً أم أنه حلقة أحكم بها العدو حصاره للمدينة، وتقع على أطرافها عدد من القلاع. و قد تميزت المدينة بموقع يحتل أهمية تجارية وعسكرية، فضلاً عن وفرة مياهها العذبة وأراضيها الخصبة.
شعار المدينة هو الصقر وهو يمثل قوة وهيبة المدينة التي يحكمها آل نصر الأقوياء. اشتهرت الحضر في زمن جذيمة الوضّاح الأبرش والذي اغتالته الزباء ملكة تدمر. وكان سكان الحضر وثنيون يعبدون آلهه منها اللات وشمش "الشمس" ثم تحولوا إلى الديانة المسيحية وغدت دولتهم دولة دينية تحكم بحكم ديمقراطي حيث يحق للكل إبداء رأيه.
• ملوك الحضر
حكم مملكة الحضر أربعة ملوك على مدى 84 عاماً والملوك هم:
1. الملك ولجش (158- 165م)
2. الملك سنطروق الأول (165- 190م) وهو أخو الملك ولجش. ولقب ب"ملك العرب" بحسب ما أوضحت النقوش القديمة في مباني الحضر.
3. الملك عبد سميا (190- 200م) وهو ابن سنطروق الأول.
4. الملك سنطروق الثاني (200-241م) وهو ابن عبد سميا.
• سكان الحضر
كان جل سكان الحضر من القبائل العربية، بينما كانت توجد بينهم أعداد من الآراميين الذين كان لهم تأثير على في اللغة والكتابة والمعتقد. كانت مدينة الحضر على الطريق الرابط بين عاصمتي السلوقيين سلوقية وأنطاكية.
• ديانة المملكة
كان سكان الحضر وثنيين يعبدون آلهة عدة منها اللات وشمش "الشمس" قد أطلق الحضريون كلمة (شمش) ليعنوا بها الحقيقة المطلقة، ونعتوا الشمس بالإله الأكبر وقد تخيلوه على هيئة كهل عاقل كما توضح رسومهم على أقواس واسكفات في المعبد الكبير.
وقد اختلف حول اسم الإله شمش وجاء بعدة مسميات عند العرب قبل الإسلام، فهو من الآلهة التي عبدتها العرب منذ القدم في شمال شبه الجزيرة وجنوبها. وقيل إنها كانت إلهاً ذكراً عند العرب. أما بعل سمين أو "بعل شمين" فهوآلهة شبيهة عند عرب الجنوب وهو رب السماء عند العرب الجنوبيين الذين اخذوا عبادته من العرب الشماليين.