حسم المنتخب الألماني مركزه الأول بالمجموعة الحديدية الثانية وأصبح الفريق الوحيد باليطولة الذي فاز بكامل مبارياته بدوري المجموعات، وذلك بعد أن تمكن من الفوز على نظيره الدنماركي بعد مباراة مرهقة للفريقين بنتيجة 2-1 بهدفين لبودولسكي ولارس بيندير، بمقابل تسجيل اللاعب الدنماركي مايكل ديلي لهدف فريقه الوحيد.

الآن إلى أبرز ملاحظات المباراة ....

الايجابيات:

دخل المنتخب الألماني المباراة من الدقيقة الأولى وهو مركز بشكلٍ كامل على إحراز الأهداف ومنع الدنمارك من امكانية صناعة أي مفاجئة، وهو شيء يحسب للمنتخب الذي كان يكفيه التعادل فقط للتأهل وحتى لتصدر المجموعة.

يحسب لمدرب المانشافت لوف تفطّنه بالشوط الأول للعب الدنماركيين بلاعب ارتكاز واحد، وإعطائه تعليماته لشفاينستايجر بالتقدم للأمام لاستغلال المساحات، وحتى لأجنحته(بودولسكي ومولر) بالتوغل والتحرك إلى الوسط الهجومي كلما سنحت لهم الفرصة.

ردة فعل الدنماركيين بعد تلقي الهدف الألماني الأول كانت بطولية بالفعل، فهم حافظوا على رباطة جأشهم ولم ينهاروا أو يصابوا بالذعر أبداً، بل نظموا صفوفهم واستمروا بالإيمان بحظوظهم، حتى وصلوا لما يريدون وباغتوا الألمان بهدف رأسي جميل من مايكل ديلي.

بعد تسجيل فريقه لهدف التعادل بالدقيقة 24 يبدو أن المدرب الدنماركي أولسن فهم أنه لا يستطيع الاستمرار بفتح عمق فريقه الدفاعي بالمنتصف أمام لاعبين بقدرات نجوم المنتخب الألماني، فبدئنا نرى لاعبي خط وسط الفريق الاسكندنافي يتراجعون أكثر للدفاع وهو ما أدى لتصعيب مهمة الألمان الهجومية وعرقلتهم عن التسجيل لوقتٍ طويل.

مدافع ليفربول والمنتخب الدنماركي دانييل آجيير كان نقطة مضيئة في الخط الخلفي للمنتخب الأسكندنافي واستطاع بأكثر من مناسبة أن يشكل عقبة كبيرة أمام هجوم المنتخب الألماني.

دخول الجناح الألماني المميز أندريه شورله مكان بودولسكي في الدقيقة 64 ورغم أنه أتى متأخراً كما سنذكر في السلبيات كان نقطة تحول إيجابية جداً للمانشافت، حيث أن اللاعب ساهم عبر قدراته العالية باللعب كجناح صريح بفتح الملعب وتشكيل حيوية وخطر أمام التقوقع الدفاعي الدنماركي.

السلبيات:


السيد أولسن كان يدرك بأنه بحاجة للحصول على النقاط من مباراة اليوم أمام الألمان لكن هذا لا يشكل عذراً له لفتحه عمقه الدفاعي مع بداية المباراة عبر لعبه بلاعب ارتكاز واحد مع تقدم بقية لاعبي خط الوسط، مما أعطى أريحية كبيرة لأوزيل وحتى شفايني والأجنحة الألمانية للتحرك كما يريدون أمام
الدفاعات الدنماركية وصناعة الخطورة لأكثر من مرة حتى أحرزوا هدف التقدم بالدقيقة الـ19 وهو ما استدركه الدنماركي واغلق منتصف ملعبه بعد تسجيل فريقه لهدف التعادل بالدقيقة 24.


بعد تسجيل الدنمارك لهدف التعادل سنحت العديد من الفرص للمانشافت لصناعة الخطورة، إلا أن الألمان كان يعاب عليهم بعض البطئ (وعن غير عادة) بنقل الكرة بسرعة من الدفاع للهجوم وهو الأمر الذي عادةً ما يتميز به المانشافت، ولو نجح فريق يواكيم لوف بهذا الأمر لكان استطاع
الخروج من الشوط الأول مسجلاً أكثر من هدف بالتأكيد.


ماريو جوميز ورغم أنه هو من مرر كرة الهدف الأول لبودولسكي، إلا أن تحركاته وتمركزه على أرض الملعب لم تكن بنفس الجودة التي عادةً ما يظهر بها.


كان واضحاً بشكلٍ كبير الصعوبة التي واجهها لاعبوا المنتخب الألماني بالاختراق من الوسط بعد إغلاق الدنماركيين لمنتصف ملعبهم وزيادة عمقهم الدفاعي بالمنتصف بشكلٍ كبير بعد تسجيلهم لهدف التعادل (وهو عكس ما كان يحصل في الـ25 دقيقة الأولى)، ومن هنا كان ضروري فتح الألمان للملعب والاعتماد على الأجنحة الهجومية والأظهرة بقيادة القائد فيليب لام، وبدا واضحاً أن مولر على الجبهة اليمنى كان متحركاً وقادراً على القيام بهذا الدور، لكن بودولسكي عانى بالفعل على الجهة اليسرى ورغم إحرازه لهدف فريقه الأول إلا أنه كان على لوف المبادرة وأخذ القرار الجريء باستبداله بلاعب جناح قادر على فتح الملعب من اليسار أمثال شورله أو جوتسه وهو ما تأخر لوف بالقيام به في الدقيقة 64.

الحارس الألماني مانويل نوير لم يظهر بالمستوى العالي الذي عودنا عليه، حيث بداً مهزوزاً وغير واثق ببعض اللقطات كما أنه لم يكن مسيطراً جداً على الألعاب الهوائية بداخل منطقته، حيث سمح للدنماركيين بقيادة بندينتر بتشكيل الخطورة لأكثر من مرَة عبر الألعاب الهوائية.

تأخر المدرب الدنماركي كثيراً ليقوم بتغييراته، وهو الشيء الذي أثر على المردود البدني للفريق ككل بنهاية المباراة عندما كان الألمان قد أجروا تبديلين ويلعبون بلاعبين يمتلكون كامل الحيوية والنشاط، بمقابل تدني المستوى اللياقي بشكلٍ ملحوظ للفريق الدنماركي وهو أحد العوامل الذي استغلها المانشافت لتسجيل هدفه الثاني.