عذرا لا تشوهوا النقاء
تستقبلك ابتساماتهم ،تشعر بنقاء قلوبهم ، يتحدثون معك، بكل عفوية، تلقائية ،وبدون حواجز ولا تكلف .
برفقتهم،تحس بالأمان،يدخلون قلبك بدون استئذان !
تترتسم صوهم النقية، في مخيلتك .
يأتي من خلفهم من يشوه صورهم ، إنهم وإنهم ،
قالوا ، وعملوا ...
تكاد تهتز تلك الصور ....ولكن ،
لا !
و ألف لا..
لن تهتز تلك الصور النقية !
فنحنُ لسنا بملائكة، أو معصومين من الأخطاء !
جميعنا خطائون ، فعلينا أن نبني ولا نهدم ، نجمع ولا نفرق !
تسموا بروحك، عن كُل مافي هذا العالم من مهازل ،
تحلق في سماء واسعة، ترتفع عن سطحية بعض النفوس ،وتغسل ذاتك ، بمياه عذبة من التعفف والحلم
، تكره الفضول ، وتمقت القيل والقال ،
تنشغل بعيوبك ، وتنسى عيوب الآخرين !
قد تلوي أصابعك، بحبل الصدق ـ تعجنها بروح لاتشبه ، أحدًا غيرك ،
فلا تجد إلا خواء يفترشك ، وقد تصيبك السهام المسمومة ،
ويصدمك الواقع !
ورغم ذلك تظل أنت كما أنت، نقيًا في تعاملك ، تبحث عن صفاء القلوب ، فسلامة الصدر ، راحة في الدنيا ، وغنيمة في الآخرة .
فتصُم أُذنيك عن كل لغو ، أحاديث جوفاء، ولا يعنيك أمر أحدًا غيرك ،إلا في أمور الدين ، هنا تقف !
لا تستطيع ، تحاول أن تعمل شيئًا، تشعر بألمٍ في قلبك ، تتمنى أن تصلح ، فلا تطيق صبرًا أن تصمت!
اللهم أصلح ما فسد بين عبادك ولا تجعل في قلوبنا غلًا للذين أمنوا ،
تتوق نفسك إلى الجنة ، حيثُ صفاء القلوب
وتتلوا قوله تعالى ((ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانًا على سرر متقابلين )) سورة الحجر أية 47
هناك من كرم الله سبحانه وتعالى ،على أهل الجنة ، أن يزيل ما في صدورهم ، من الغل ،
حتى يكونوا إخوانًا متحابين .
فتسأل المولى أن ينقي قلبك من الحسد والنفاق ،
راق لي
وعملك من الرياء ،ولسانك من الكذب